للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أرأيتَ استلامَ الحَجَر حِجْرًا؟ [الطويل]:

إليكَ إلهي رغبتي وبُكائي ... وفيكَ غَدا دونَ الأنامِ رجائي

ومنكَ سألتُ العفوَ عن عُظْمِ زَلَّتي ... وما خابَ يومًا سائلُ الكُرَماءِ

إذا أنتَ في جُنْح الدُّجُنّةِ لم تُجِبْ ... ندائي وإلّا مَنْ يُجيبُ ندائي؟!

لفضلِكَ أزمَعتُ الرَّحيلَ فحَسْرَتا ... إذا أنا لم يَحْسُنْ لديكَ ثَوائي

أسيرُ بلا زادٍ ولا متأهِّبًا ... كذلك يُغشَى منزِلُ الفُضلاءِ

شفيعي لك المختارُ أحمدُ إنهُ ... عليكَ بحقٍّ أكرمُ الشُّفَعاءِ

[٩١ و] فيا ربِّ يَسِّرْ لي زيارةَ قبرِهِ ... وماذا على فَضْلِ الإلهِ بِنَاءِ

فقد طال شَوْقي نحوَهُ وتلهُّفي ... عليه وأَوْدى لاعجُ البُرَحاءِ

أعَضُّ بَناني حَسْرةً وتندُّمًا ... وأبكي اشتياقًا لو يُفيدُ بُكائي

يقولونَ لي: عزِّ الفؤادَ لعلّهُ ... يُفيقُ وأنّى لاتَ حينَ عزاءِ

إلى قبرِ خيرِ العالَمينَ محمدٍ ... نُزوعي، ودائي منه وهْو دوائي

ألا بَلِّغي بالله يانَفْحَة الصَّبا ... نفائثَ أكبادٍ إليه ظِمَاءِ

وأنهي تحيّاتي إليه وعَطِّري ... شَذا مِسْكِ دارِيْنٍ بعَرْفِ ثنائي

تحيّةَ مقصوصِ الجَناحَيْنِ واقعٍ ... رَهينِ فناءٍ أو أسيرِ بناءِ

غدا يَعتِبُ الأجفانَ في صَفْوِ دمعِها ... فلم تَرْضَهُ حتى هَمتْ بدماءِ

متى عَذَلوا في الدَّمعِ كَفْكَفتُ غَرْبَهُ ... فسالَ بأَرْداني وفضلِ رِدائي

وبَلَّتْ أديمَ الأَرضِ دِيمتُهُ التي ... يشِبُّ الأسى منها بساكبِ ماءِ

بقاءُ نعيمي في زيارةِ أحمدٍ ... وكلُّ نعيمٍ صائرٌ لفَناءِ

<<  <  ج: ص:  >  >>