ورحَلْت نحوَ الهاشميِّ محمدٍ ... خيرِ الأنام وخيرِ مَنْ وطِئَ الثَّرى
وتحُلّ أرضًا لستُ من شَغَفٍ بها ... أرضَى بديلًا من حَصاها الجَوْهرا
[٩٠ ظ] هلّا مشَيْتَ ولو على جَمْرِ الغَضَى ... وكأنّهُ نَبْتُ الرِّياض مُنوِّرا
هلا هجَرْتَ له مِهادَكَ مؤْثِرًا ... حَرَّ الهَجِير عليه لا متأثِّرا
شوقًا إلى خيرِ الأنام محمدٍ ... أكرِمْ به ذاتًا وأكرِمْ عُنصُرا
هَيْهاتَ أنت مقصّرٌ حتى تُرى ... يومًا هناك مُحلِّقًا ومُقصِّرا
هلّا قَرَعْتَ السِّنَّ من نَدَم على ... زمنٍ مضَى متلهِّفًا متحسِّرا
هلّا بكَيْتَ له وقَلَّ لهُ البُكا ... حقًّا ولو تَذري النجيعَ الأحمرا
صَدَعَ الهوى أعشارَ قلبِكَ والهوى ... مذْ كان أعْيَا صَدْعُهُ أن يُجبَرا
ورَحَلَ لبُغْيةِ المكارِم [مجزوء الكامل]:
بين الحَطِيمِ وزَمْزمِ ... أرْسِلْ جفونَك بالدمِ
واضرَعْ إلى الرّحمنِ في ... تلك المعالِم تُرْحَمِ
لا تَرْضَ إلّا عن دمٍ ... فيها كلَوْنِ العَنْدَمِ
إنّ الدُّموعَ البِيضَ لا ... تمحو خَطايا المُجرمِ
بالله يا رِيح الصَّبا ... أنْهِي سلامَ المُغرَمِ
بُثِّي حديثَ أساهُ في ... نادي الحَجيج الأعظمِ
واندَيْ بمَسْراكِ البليـ ... ـل عليهمُ وتَنَسَّمي
وبعَرْفِ رِيحِكِ مَتِّعي ... مُهَجَ المطايا الرُّزَّمِ
بُثِّي حديثَ متيَّمٍ ... يَهوَى المطارَ إليهمِ
تُصغي الحَمامُ لشَجْوِهِ ... فيقولُ: وَيْكِ تَعلَّمي
وتصيخُ نحوَ نَحيبِه ... فتُمدُّه بتَرنُّمِ