للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أبو الحَسَن الرُّعَيْنيُّ -رحمه اللهُ- عاتبًا، والتزَمَ من العَيْنِ في كلِّ كلمة ما التزَمَ أبو عبد الله ابنُ الجَنّان وزادَ التزامَ العينِ قبلَ رَوِيِّ الأبياتِ التي افتتحَ بها هذه المراجَعة، وهي هذه [الكامل]:

أعِدِ التعهُّدَ للعميدِ بعَطْفةٍ (١) ... تَعْنِي (٢) برَجْعةِ عهدِك المُتباعِدِ

وأعِدَّ سمعَك للعِتابِ أُعيدُهُ ... لتعودَ للإعتابِ عَوْدَ مُساعدِ

أعَهِدْتَ عَقْدَ العزمِ عندي عاريًا ... عن رَعْي عهدِ مُعاهدٍ وَمُواعدِ

[١٠٠ و] فعدَوْتَ عادَتَكَ العليَّةَ مَنْزعًا ... وعَدَلْتَ عن عَضُدٍ عرفتَ (٣) وساعدِ

وعَطَفْتَ عن عَمْدٍ عِنانَ عِنايةٍ ... عنِّي فُعذْتُ بعزِّك المتصاعدِ

وتنعَّمتْ بعيونِ سَجْعِك أَعيُنٌ ... نَعَّمتَها ومسامعٌ لأَباعدِ

عجبًا لساعٍ مُعمِلٍ لعنايةٍ ... تَعدوهُ منفعةُ العناءِ لقاعدِ

يا عَلَمي المتَّبَع، وعارِضي المنتجَع (٤)، ومعتمَدي المُطاعُ الممتنع، تعهَّدَتْكَ للنِّعَمِ هُمَّعُ عِهادِها (٥)، ورعَتْك للعِصَم شُرَّعُ صِعادِها (٦)، واعتنَى السَّعدُ بإعلائك، واعتَلَى العِلمُ باعتنائك، ورُفِعَتِ الأعيُنُ لزعامةِ إبداعِك، وعُمِدَت البَراعةُ بدِعامةِ اختراعِك، وسَعِدَ سعْيُك، ووَسِعَ المعارفَ وعيُك، وأمرَعَ رَبْعُك، وأمعَى طَبْعُك (٧)، وصُرع عِداتُك؛ وصَعِدَتْ مَعْلُوّاتُك، وأُشْرِعَت للصعودِ مَهايعُك (٨)، وأُترِعَت بالسُّعودِ مَشارعُك، يُطالعُك بأضْوعِ العَطِراتِ عَبَقًا،


(١) في م ط: "بقطعة".
(٢) تعني: تنبت.
(٣) في ح: "عرت"، وبين الراء والتاء خرم.
(٤) في م ط: "المستجع"، وكذلك في ح، إلا أن التصويب فوق الكلمة بخط دقيق.
(٥) العهاد: الدفعات من المطر، والهمع: الهاطلة.
(٦) الصعاد: الرماح.
(٧) أمعى: يقال في النخل إذا أرطب.
(٨) المهايع: جمع مهيع وهو الطريق.

<<  <  ج: ص:  >  >>