للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم شَرَدتُ عن حِفظي تلك القطعةَ وما قيَّدتُ من جَوابِها، ووجَبَ لتذكيرِكم الآنَ استئنافُ هذه وإن كنتُ لا أرضى بها [الكامل]:

لبيكَ ها أنا للصفاءِ مُديمُ ... وعلى الوفاءِ مدى الحياةِ مقيمُ

وإليك من خَلَدي صميمَ مودّةٍ ... ليَ في اعتقادِ خلوصِها تصميمُ

وإذا تنازَعَتِ الحديثَ فمَنزِعي ... أنّ المنازعَ في عُلاك مُليمُ

اعزِزْ على الخُطَط التي بكَ فَخْرُها ... أن يَستبدَّ بها عليك لئيمُ

تَعْسًا لأقلام الكتابةِ ليتَها ... لم يَعتمِدْها البَرْيُ والتقليمُ

لهِجَت بتأخيرِ السَّبوقِ وقدَّمتْ ... مَن لا يحِقُّ لذاتِه التقديمُ

قعَدتْ وقامت في اغتصابِ حقوقِهمْ ... ومنَ الحَسادةِ مُقعِدٌ ومُقيمُ

أيفوتُ مثلَ أبي المُطرِّف حظُّهُ ... وينالُ قومٌ بالفهاهةِ ذيمُ؟!

[١٠٩ ظ] ما ضَرَّها أنْ لو توَلَّى أمرَها ... منه كفيلٌ بالبيانِ زعيمُ

ومحمِّلٌ منها اليمينَ يراعةً ... تَروي الطُّروسَ بمُزْنِها وتسيمُ

يا سابقَ البُلغاءِ غيرَ مُدَافعٍ ... لكَ دونَ غيرِك ينبغي التسليمُ

قَسَمًا بمَجْدِك لا يزالُ مُساوِقًا ... للدّهرِ ما لك في بنيهِ قَسيمُ

أنَّى وأنت وحيدُ عصرِكَ سُؤدَدًا ... ولك المناقبُ كُلُّهنَّ كريمُ!

ومَآثرٌ سَلَفيّةٌ زكَّى بها ... شَرَفًا حديثًا من عُلاك قديمُ

أولَيْتَ إذْ والَيْتَ فضلَك كلَّ ما ... يَقضي بهِ لك في الجلالِ الخِيمُ

وحَبوْتَ إذ ناديتَني وأنلتَني ... جاهًا وأحداثُ الزمانِ تضيمُ

وخَلعتَها حُللًا عليَّ بمثلِها ... [.........................] (١)


(١) بياض في النسخ.

<<  <  ج: ص:  >  >>