هذا الزمانُ كما عَلِمتَ حظوظُهُ ... شتّى وعهدُ بنيهِ فيه سليمُ
قد يُحْرَمُ الليثُ الهصورُ حظوظَهُ ... منه ويدركُها لديه الريمُ
وإذا عجَزتُ فإنّ حسبيَ واقيًا ... رَبٌّ بأسرارِ العبادِ عليمُ
لازلتَ محميَّ الجوانبِ ماتلا ... مِصراعَ بيتٍ في القريض قَسيمُ
سيِّدي، رضيَ اللهُ عنه، يسمَحُ في ما يَلْمَح، ويُغضي عن ما لا يرتضي، فلم أتعاطَ المعارضةَ ولو سامَنِيها ما نَطَقْت، ولم أَدَّع المُساجَلةَ ولو رامَني عليها ما أطَقْت؛ إنّما أنا قَطرةٌ من سحابِه، وفَلْذةٌ من سِخَابِه، ومُنفقٌ من فضلٍ سخا به، وإن سَخِط والله المعيذ، فماذا يقولُ للأستاذِ التلميذ؟ أسألُ اللهَ له بقاءً سعيدًا، وارتقاءً يُدرِكُ به من العزّةِ القعساءِ شَأْوًا بعيدًا، بمنِّه.
قال المصنِّف عَفَا اللهُ عنه: قد وقَعَتْ إليّ القصيدةُ التي ذكَرَ شيخُنا أبو الحَسَن رحمه اللهُ أنّ الرُّقعةَ التي تضمَّنتها ضاعت له، وهي هذه [الكامل]:
يا صاحبي والدهرُ لولا كرّةٌ ... منهُ على حفظِ الذِّمام ذميمُ
أمُنازعي أنت الحديثَ فإنهُ ... ما فيه لا لغوٌ ولا تأثيمُ
ومُروِّضٌ مَرْعى مُنايَ فنبتُهُ ... من طولِ إخلافِ الغيوم هشيمُ
طالَ اعتباري بالزّمان وإنّما ... داءُ الزمانِ كما علمتَ قديمُ
[١١٠ و] مَجْفُوُّ حظٍّ لا يُنادى ثم لا ... ينفَكُّ عنه الحذفُ والترخيمُ
وأرى إمالَتَه تدومُ وقصرَهُ ... فعَلامَ يُلْغَى المدُّ والتفخيمُ؟
وعَلامَ أدعو والجوابُ كأنّما ... فيه بنصٍّ قد أتَى التحريمُ؟
لم ألقَ إلامُقْعِدًا، غيرَ الأسى ... فلديَّ منه مُقْعِدٌ ومُقيمُ
وشرابيَ الهمُّ المعتَّقُ خالصًا ... فمتى يساعدُني عليه نديمُ؟