للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فمنهُ لقلبي بالصّبابةِ آمِرٌ ... ومنه عن السُّلوانِ ناهٍ وناهرُ

وما اقتادني إلّا إلى حُبِّ واحدٍ ... تقدَّسَ أن تُعزَى إليه النظائرُ

فوافَى جَناني وهْوَ بالوَجْدِ عامرٌ ... وألفَى لساني وهْو بالجُودِ شاكرُ

تبارَكَ مَنْ آياتُهُ تبهرُ الوَرَى ... وأنوارُه تَعْنو إليها البصائرُ

تَتيهُ عقولُ الخلقِ في مَلَكوتِهِ ... وترجِعُ أبصارٌ وهُنَّ حَواسرُ

هُو الله هادي مَنْ يشاءُ لسُبْلِهِ ... إذا جارَ عن مُثْلى الطريقة جائرُ

هُو الله كلٌّ ماخلا اللهَ باطلٌ ... وكلٌّ سواهُ غائبٌ وهْو حاضرُ

إلى ظلِّ رُحماهُ أوَيْتُ وفَضْلَهُ ... قصدتُ ومنه لي وليٌّ وناصرُ

رَجَوْتُك ياربِّي لسدِّ مَفاقِري ... وسترِ هَناتي يومَ تُبْلى السرائرُ

فكنْ لرجائي يا إلهي محقِّقًا ... إذا غيَّبَتْني في ثَراها المقابرُ

وهذه القصيدةُ الثانية، وأنشَدتُها عليه [الطويل]:

جمالُ حبيبي للغرامِ دَعاني ... فيا عاذلَيْ قلبي عليه دَعاني

بصُرْتُ بما لم تَبصُرا أنتما بهِ ... بعينِ فؤادي لا بعينِ عِيَاني

وأدركتُ ما لم تُدرِكا منْ بهائهِ ... فوَجْدي به غيرُ الذي تَجِدانِ

فإنْ شئتُما أن تَعرِفا ما أُكِنُّهُ ... وأنْ تعلَما سرَّ الهوى فسَلاني

تجلّى لفِكري نورُ مَن أنا عبدُهُ ... فوُلِّهَ معقولي وجُنَّ جَنَاني

وأُشرِبَ قلبي هيبةً ومحبةً ... وصالت عليه شدَّةُ الخَفَقانِ

وحانَ فَنائي في وجودِ جلالِهِ ... فحَسْبيَ أنّي في المحبّةِ فانِ

حبيبٌ سَقاني مُنْعمًا كأسَ حُبِّهِ ... فلم أَصْحُ من حُبِّيهِ منذُ سَقاني

وثِقتُ به لا أرتجي لإقالتي ... سواهُ إذا زلَّتْ بيَ القَدَمانِ

<<  <  ج: ص:  >  >>