للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ابن ناصح الغافقيّ، من أهل تُطيلة، سمع من إسماعيلَ بن موصل وقولِه في حرف الحاء: "حَمْدونُ بن حَوْط، من أهل رَيُّه، ذكَرَه ابنُ سعدانَ في رجالها".

ولكنه -أي: ابنَ عبد الملك- حينما تتوفّر لديه المادةُ التاريخية يُسهبُ في كتابة الترجمة، فيرفعُ نسَب المترجَم إلى أعلى جَدّ له ويفصِّلُ القولَ في نسَبِه ونسبتِه ويستقصي في عدّ شيوخه وتلاميذه ومؤلّفاته، ويسوقُ نماذجَ من آثاره وشعره ونثره، وقد يلخّص برنامَج المترجَم إن كان له برنامَج. ومن تراجمه المطوّلة في السِّفر الأول: تراجمُ ابن الزُّبير، وأبي العبّاس القنجايري، وابن عَمِيرة، وابن الرُّومية، وغيرِهم، وترجمة أبي محمد ابن القُرطبيِّ في السِّفر الرابع، وتراجمُ: ابن جُبَير والرُّعيني وابن مؤمن وغيرهم في السِّفرين الخامس والسادس، وتراجمُ: ابن القَطّان وأبي الحَسَن الشارّي وأبي الخَطّاب ابن الجُمَيِّل وغيرهم في السِّفر الثامن.

وابنُ عبد الملك يتتبّعُ أسماءَ المؤلَّفات في استقصاءٍ يقلُّ نظيرُه، والباحثون مَدِينونَ له في أنه حَفِظ لنا -على سبيل المثال- قائمة تامّة بأسماءِ مؤلفات الفيلسوف ابن رُشْد.

ويمكنُ القولُ بإجمال بأنّ بعضَ تراجم "الذّيل" يمكن أن تتألّفَ منها تراجمُ مفردة، وهي تقدِّم مادةً غزيرة لمن يريدُ أن يتوسّع في دراسة بعض الشخصيّات وتحليل جوانبها المختلفة، وحينما درسنا شخصيّةَ ابن عَمِيرة وجدنا في "الذّيل والتكملة" بُغيتَنا وعُمدتنا ومصدرنا الأول.

٣ - كثرةُ الاختيارات الأدبية ووَفْرةُ النصُوص: الشّعرية والنثرية: فإذا كانت تراجمُ ابن الفَرَضي وغيره تتّسم بالجفاف والخلوِّ من العنصر الأدبي، فإنّ "الذّيل والتكملة" يحتوي على ذخيرة أدبيّة تجعلُه أحيانًا "أشبهَ بكتاب الذّخيرة لابن بسام منه بكتابَي ابن الفَرَضي وابن بَشْكُوال" كما يقول أستاذنا المرحوم عبد العزيز الأهواني، وسأعود إلى هذه النقطة بعد قليل.

<<  <  ج: ص:  >  >>