للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٤ - النقد: يتميز "الذّيل والتكملة" بمادّته الغزيرة في النقد، وهو في الكتاب أنواع، فمنه نقدٌ إسناديّ تاريخيّ، ومنه نقد علمى يتناول بعضَ الآثار العلميّة بالنقد والمحاكمة، ومنه نقد أدبيّ يتمثّلُ في خَطَراتٍ نقديّة أدبيّة مبثوثة في الكتاب.

فمن النوع الأول مبحثُ سلسلة نَسَب رزق الله ابن أكينةَ في ترجمة أحمدَ بن بالغ (١)، ومبحثُ ضبط اسم ضُمام أو هُمام بن عبد الله (٢)، ومبحث تحقيق شخصية أبي البساتين الواعظ الصُّوفي (٣)، ومبحثُ المُنَيذِر الإفريقيّ الصّحابي وحديثه (٤). ويندرجُ في هذا النوع تحقيقاتُه في أسماء بعض المترجَمين أو أنسابهم أو وَفَياتهمِ وتصويباتُه لأوهام بعض المؤلِّفين في ذلك، كابن الزُّبير وابن الأبّار وابن فَرتونَ وغيرِهم.

ومن النوع الثاني: ما نقرؤه في تراجم ابن الزُّبير والمَلّاحي.

أمّا النوعُ الثالث فسنعرض له عندَ الحديث عن أدب ابن عبد الملك.

٥ - رفع الأنساب: من خصائص "الذّيل والتكملة" رفعُ أنساب المترجَمين واجتهادُ مؤلّفِه في ضبطها، وانتقادُه "قلبَ الأنساب الذي وقَعَ فيه كثيرٌ من المؤرِّخين". وقد رفَعَ أنسابَ عدد كبير من المترجمين إلى أجدادِهم الأعلَيْنَ الداخلينَ إلى الأندلس نقلًا من خطوطهم أو اعتمادًا على بعض النّسّابين الأندَلُسيِّين كابن حَزْم والحكيم وغيرهما. ونجدُه يُعنى كذلك برفع أنساب بعض المذكورينَ عَرَضًا في كتابه مثل: أبي ذُؤيب الهُذَليّ وابن دُرَيْد وأبي العتاهيَة، كما يعرِضُ إلى مناقشةَ بعض الأنساب كنسَب المنتسبينَ إلى خالد بن الوليد، وبالجملة، فالكتابُ يؤكِّد ما وُصِف به ابنُ عبد الملك من أنه "نَسّابة".


(١) المصدر نفسه ١/الترجمة ٢٧٩.
(٢) المصدر نفسه ٤/الترجمة ٢٦٩.
(٣) المصدر نفسه ٥/الترجمة ٦٨٥.
(٤) المصدر نفسه ٨/الترجمة ١٧٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>