للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عِيَاض المَنْتِيشيّ، وتوفِّي بمُرْسِيَةَ سنةَ خمس مئة، وقبرُه يُحاذي قبرَ أبي الأصبَغ عيسى بن عبد الرّحمن الفقيه السالِمي؛ من خطِّ ابن حُبَيْش، وفيه عن ابن الدَّبّاغ: وأنشَدَ له، ولعلّه تمثَّل به: جالِسْ عليمًا (الأبياتَ الثلاثة).

هذا ما ذكَرَهُ به ابنُ الأبّار هنا؛ وذكَرَ في كُنَى الغُرَباءِ من حرفِ الباء ما نصُّه (١): أبو البَساتين الواعِظُ الصُّوفي، حدِّثتُ عن أبي خالد يزيدَ بن عبد الجَبّار القُرَشيِّ المَرْوانيّ، قال: أنشَدَني شيخُنا أبو محمد عبدُ الله بن إبراهيمَ النَّحْويّ قال: أنشَدَني الأستاذُ أبو البَساتين الواعظُ الصُّوفي: مُكِبٌّ على النَّحوِ ... البيتَيْن (٢)؛ انتهى. فهما عندَه رجُلانِ كما ترى، أحدُهما: أبو البَساتين، وهُو من الغُرَباء، والآخَرُ: ابنُ أبي البَساتين وهُو مُرْسِيّ.

والترجمتانِ عندي لرجُل واحد، وهو: عليُّ ابن المُبارَك المُرْسِيُّ أبو الحَسَن أبو البَساتين، كما ذكَرْناه؛ لاتّحادِ طبقتِهما واتّفاقِهما في الانتحالِ وغرابةِ الكُنْية، ولِما ذكَرَه أبو الوليد ابنُ الدَّبّاغ به، فإنه قال في رَسْم البِلاليِّ وما يُشبِهُه من حرفِ الباء من كتابِه في تقييد ما يقَعُ فيه التحريفُ ولا يؤمَنُ فيه التصحيفُ لرُواةِ العلم من أهل الَأندَلُس، ما نصُّه: وأمّا البِلاليُّ فهُو: يونُسُ بن عيسى بن خَلَف الأنصاريّ، نُسِبَ إلى بِلالَة من عَمل قُونْكة -مدينة من مُدن جَوْفي الأندَلُس- وأصلُه من مدينةِ سالم، بها وُلد ثُم انتَقلَ منها إلى قُونْكة. وذكَرَه بما رأى أن يَذكُرَه به، ثم قال: وتوفِّي شيخُنا أبو الوليد -يعني يونُسَ البلاليَّ المذكورَ رحمه الله- في سنة ثمانٍ وخمس مئةٍ بحاضِرةِ مُرْسِيَةَ، حضَرتُ الصّلاةَ عليه ودَفْنَه حِذاءَ قبرِ صِهرِه أبي الأصبَغ عيسى بن عبد الرّحمن بن سَعِيد الفقيه السّالِميِّ


(١) انظر التكملة، الترجمة ٦١٦.
(٢) يشير إلى قوله [المتقارب]:
مُكبٌّ على النحو يُعنَى بهِ ... ليسلَمَ في قوله من زلَلْ
يقول: أقوِّمُ زَيْغ اللسانِ ... فهلًا يقوِّمُ زَيْغَ العملْ

<<  <  ج: ص:  >  >>