للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحافظ رحمه الله، وحِذاءَهما قبرُ أبي الحَسَن عليِّ بن المُبارَك المُقرئ الواعظِ المعروفِ بأبي البَساتين. أنشَدَني صاحبي أبو عبد الله محمدُ بن عبد الرّحمن بن عِيَاض المَخْزُوميُّ المقرئُ الأديبُ الشاطِبيّ ثم المَنْتِيشيُّ، والشِّينُ غيرُ خالصة، ومَنْتِيشةُ: قريةٌ من قُرى شاطِبة، رحمه الله، قال: سَمِعتُ أبا الحَسَن عليَّ بنَ المبارَك يُنشِد: جالِسْ عَليمًا ... (الأبياتَ الثلاثة).

فقد خالَفَ ما عندَ [١٢٤ ظ] ابنِ الأبار ما عندَ ابنِ الدَّبّاغ في موضعَيْنِ: أحَدُهما: من قِبَلِ ابن الأبار أو ابن حُبَيْش لا مَحالةَ، وهو زيادةٌ له في قولِه: وأنشَدَ له، وليس عندَ ابن الدَّبّاغ، وإنّما ذكَرَ الأبياتَ غيرَ مَعْزُوّة من قِبَلِه ولا من قِبَلِ صاحبِه أبي عبد الله المَنْتِيشي؛ والثاني. زيادةُ "ابن" في قولِه: ابنِ أبي البَساتين، فإنّ الذي عندَ ابن الدَّبّاغ: المعروفُ بأبي البَساتين، لا ابنِ أبي البَساتين، فيَحتمِلُ أن يكونَ ذلك من قِبَلِ ابن حُبَيْش ونقَلَه من خطِّه ابنُ الأبّار، وهو الظاهر، ويَحتمِلُ أن يكونَ من قِبَلِ ابنِ الأبار وهو عندي بعيد؛ لأنّ كتابَ ابنِ الدَّبّاغ الذي نقَلتُ منه أصلٌ صحيح أُراه كُتِب في حياةِ المصنِّف، وأقدمُ الآثارِ فيه كَوْنه لأبي عُمر بن عَيّاد ثم لأبي الخَطّاب بن واجِب ثم لإبن عمِّه أبي الحَسَن ثم وَهَبَه لأبي عبد الله المومناني، ثم أتحَفَني به الصاحبُ الأوَدُّ في الله الأفضلُ أبو عبد الله بنُ عيسى الماقريُّ مُستوطِنُ ثَغْر آسفي حماه الله، وكافَأَ فضلَه وشكَرَ إفادتَه، وقد نَقَل من هذا الأصل أبو عبد الله ابنُ الأبّارِ وغيرُه، وقرأوه علي أبي الخَطّاب بن واجِب، فيَبعُدُ عندي أن يُخالفَ ابنُ الأبار ما في كتابِ ابن الدَّبّاغ ولا يذكُرَ مُستنَدَهُ في ذلك، واعتمادُه على ما ثَبَتَ عند ابنِ الدَّبّاغ أوْلَى به منَ اعتمادِه على ما في خطِّ ابن حُبَيْش، واللهُ أعلم.

فأمّا ثُبوتُ الألفِ واللام للَمْح الصِّفة في "المبارَك" عندَ ابن الأبار وسقوطها عندَ ابن الدَّبّاغ فمخالفةٌ لا عِبرةَ بها، فلذلك لم نَعرِضْ لها، وأمّا كونُه مُرْسِيًّا فيَحتمِلُ أن يكونَ من قِبَلِ ابن حُبَيْش أو ابنِ الأبّار، وأنا أُوَلِّي متوَلِّي ذلك منه ما توَلَّى، وإن

<<  <  ج: ص:  >  >>