للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وممّن جاهَرَه بالمُنابزة والمُهاجَرة: القاضي أبو عامر يحيى بن أبي الحُسَين ابن رَبيع (١)، ونافَرَه جُملةً، وعلى ذلك كان ابناه: القاضي أبو القاسم وأبو الحُسَين، ومنَ الناس مَن تعامَى عن حالِه، وتأوَّل مُرتكبَه في انتحالِه، واللهُ أعلمُ بما كان يُسِرُّه من أعمالِه، وحسبُنا هذا القَدْر. وقد كان امتُحِن على ما نُسِب إليه، وامتحانُه مشهور.

وقال الحاجُّ أبو الحُسَين بن جُبَيْر فيه وفي نَكبتِه [مخلع البسيط]:

الآنَ قد أيقَنَ ابنُ رُشدٍ ... أنَّ تواليفَهُ تَوالف

يا ظالمًا نَفْسَهُ تأمَّلْ ... هل تجِدُ اليومَ مَنْ يُوالفْ؟!

وله فيه [مخلع البسيط]:

لم تلزَمِ الرُّشدَ يا ابنَ رُشْدٍ ... لمَّا عَلا في الزمانِ جَدُّكْ

وكنتَ في الدِّينِ ذا رِياءٍ ... ما هكذا كانَ فيه جَدُّكْ

وله [السريع]:

الحمدُ لله على نَصْرِهِ ... لفِرقةِ الحقِّ وأشياعِهِ

كان ابنُ رُشدٍ في مدى غَيِّهِ ... قد وَضَعَ الدينَ بأوضاعِهِ

حتى إذا أوضَعَ في طُرْقِهِ ... تَوى لفيهِ عند إيضاعِهِ

فالحمدُ لله على أخْذِهِ ... وأخْذِ مَن كان مِنَ اتباعِهِ

وله فيه [الكامل]:

نَفَذَ القضاءُ بأخْذِ كلِّ مَرَمَّهٍ (٢) ... متفلسفٍ في دينِهِ مُتزَنْدقِ

بالمنطِق اشتَغَلوا فقيل: حقيقةٌ ... إنَّ البلاءَ مُوَكَّلٌ بالمنطِقِ


(١) هو يحيى بن عبد الرحمن بن أحمد بن عبد الرحمن بن ربيع (انظر ترجمته في التكملة رقم ٣٤٢٠، وشيوخ الرعيني: ٧٢).
(٢) في حاشية ب: "لعله: مموه".

<<  <  ج: ص:  >  >>