للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في ترجمةِ هذا الأمير -الذي عاش في خُمول وعُزلة بعدَ ما جَرى لبني أميّة في الأندلس- مستمدّةٌ فيما يبدو ممّا جاء في آخر المخطوطة المذكورة" وترجمة عليّ بن غالب بن محمد بن حَزمون، فهي كالترجمة السابقة، لا توجَدُ عند غيره، وقد استفادَها من مخطوط بقلم المذكور قال: "وقَفْتُ على نُسخة من "سُبُل الخير" بخطّه كتبَها بمكّة شرَّفها الله وفَرَغ منها يومَ السبت غُرّةَ جُمادى الآخِرة سنةَ ثمانينَ وخمس مئة، وكان نبيلَ الخطّ ضابطًا متقنًا" (١).

وكذلك ترجمةُ طبيبٍ مَشْرقيّ دخَلَ الأندَلس اسمُه عليّ ابنُ المَقْدِسيّ، فلم يزِدْ فيها على قولِه: "كان من أهل الطبّ والمعرفة بأسبابِه، وله انتَسَخ بالمَرِية إبراهيمُ بن عتيق بن ديسور طبقاتِ الحُكماءِ والفلاسفة والأطباء جمْعَ سليمان بن جُلجُل سنةَ سبع وتسعينَ وأربع مئة" (٢)، فهذه الترجمةُ، كما هو واضح، مستفادةٌ ممّا جاء في آخر النُّسخة المذكورة، وثمة تراجمُ أخرى من هذا القَبيل في "الذّيل والتكملة" (٣).

ولم يكنْ حرصُه في الوقوف على الوثائق المخطوطة بأقلَّ من حرصِه على الكُتُب المخطوطة، وما أكثرَ الرسائلَ والظهائر التي وقَفَ عليها في نصُوصها الأصليّة وبخطوطِ أصحابِها! ومما يدُلّ على ذلك: ما ذكَرَه في ترجمة أبي بكر ابن العرَبيّ -من قَرابة القاضي أبي بكر ابن العَرَبي- من أنه لقِي بمِصرَ أبا الحُسَين ابنَ الخليليّ "وعندَه عايَنَ التوقيعَ الكريم النبَويّ الذي أقطَعَ به النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - تميمًا الدّاريَّ وإخوتَه حَبْرونَ والمرطومَ وبيت عينون وبيتَ إبراهيمَ وما فيهنّ، وكان بخطّ عليّ بن أبي طالب رضيَ الله عنه وشهادتِه وشهادةِ الخلفاءِ الثلاثة قبلَه وهم فيه على ترتيبِهم في الخلافة، أوّلُهم: عَتِيق بن بُو -كذا- قُحافة وآخِرُهم عليُّ بن بُو -كذا-


(١) الذيل والتكملة ٥/الترجمة ٥٤١، وانظر كذلك ١/الترجمة ٥٣٣.
(٢) المصدر نفسه ٨/الترجمة ٢٠.
(٣) انظر المصدر نفسه ٥/الترجمة ٧٩، ١١١١.

<<  <  ج: ص:  >  >>