فكان لإحدى مَنْ حَوى الشّطرُ منهما ... كحظِّ اثنتينِ من أخيه ولا ظُلما؟
فإن كنتَ ذا فَهْمٍ بها وبشَرْحِها ... فقد فُقْتَ في إيضاح ألغازِها فَهْما
ومنه، في الحثِّ على التّوبة والأعمالِ الصالحة [الكامل]:
يا أيُّها الإنسانُ إنّك كادحُ ... كَدْحًا تُلاقيهِ فتُبْ ياكادحُ
لا يَستوي في الوزنِ كَدْحٌ طالحٌ ... يومَ الجزاءِ غدًا وكدحٌ صالحُ
هذاخفيفٌ طائشٌ ميزانُهُ ... رأيَ العِيَانِ وذا ثقيلٌ راجحُ
شَتّانَ بينَ مخفِّفٍ ومثقِّلٍ ... خَسِرَ التجارة ذا، وهذا رابحُ
فترى المُخفِّفَ مُثْقَلًا بذنوبِهِ ... عكسَ القضيّة، والمثقِّلُ رابحُ
ومنه، يُعزِّي شيخَنا أبا الحَسَن في ابنِه الأنجَب صاحبِنا أبي الحُسَين محمدٍ رحمه الله، وسمِعتُه ينشُدُهما إياه عند الفَراغ من مُواراتِه، على قبرِه [البسيط]:
أبا الحُسَينِ لئن غُيِّبْتَ في جَنَنِ ... فما تَغَيَّبَ ما خَلَّفْتَ من حَسَنِ
وإذْ أُجُورُ الرّزايا فوقَ ما رزَأَتْ ... فلا كأَجْرِكِ، فاصبِرْ يا أبا الحَسَنِ
ومنه [المتقارب]:
صغارُ ذنوبِكَ تَبْني الكبارْ ... فلا تحقِرَنَّ الذنوبَ الصِّغارْ
فإنّ صغارَ حِجارِ البناءِ ... بها يتَحكّمُ وَصْلُ الصِّغارْ (١)
ومنه، في معنى: "جُبِلت القلوبُ على حُبِّ مَن أحسَنَ إليها وبُغْض من أساءَ إليها" [الطويل]:
أساءوا فأبغَضْناهُمُ ثم أحسَنوا ... إلينا فأحبَبْناهمُ ليس ذا بِدْعا
تُحِبُّ القلوبُ المُحسِنينَ جِبِلَّةً ... وتُبغِضُ أيضًا مَن أساء لها طَبْعا
(١) كذا ولعله "الكبار".