للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومنهُ، في معنى قولِ أبي بكرٍ الصِّدِّيق رضيَ اللهُ عنه: الطّبيبُ أمرَضَني؟

[الكامل الأحذّ]:

تَعِبَ المُبكِّرُ بالدّليلِ إلى ... غيرِ الكَفيلِ لهُ بعافيتِهْ

وقدِ استراحَ منِ استنامَ لمَنْ ... هُوَ آخِذٌ أبدًا بناصيتِهْ

فاستَشْفِ مُمْرِضَكَ الطبيبَ ولا ... تَستَشْفِ مَن يَعيا بداهيتِهْ

وفي المعنى [السريع]:

لا تعتمِدْ إلّا على الله في ... شفائهِ من مَرَضٍ أحرَضَكْ

ما يكشِفُ الضُّرَّ ويَشفي سوى ... طبيبِكَ الأعلى الذي أمرَضَكْ

ومنه، في مثالِ نَعْل النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -[الخفيف]:

يا مِثالًا مُماثلًا لعظيمٍ ... كلُّ ما ماثلَ العظيمَ عظيمُ

ياشَبيهًا لنَعْلِ حِبٍّ قديمٍ ... فلهُ في القلوبِ حُبٌّ قديمُ

كرَمُ النَّعل مِن لِباس كريمٍ ... كلُّ ما يَلبَسُ الكريمُ كريمُ

فالثُموا نَعْلَهُ وصَلُّوا عليه ... فهْو دَأْبًا بكمْ رَءوفٌ رحيمُ

وذَيَّلَ البيتَيْنِ اللذينِ كان بلالٌ رضيَ اللهُ عنه يُنشِدُهما، وهما [الطويل]:

ألا ليتَ شِعري هل أبيتنَّ ليلةً ... بوادٍ وحَوْلي إذْخِرٌ وجَليلُ؟

وهل أَرِدنْ يومًا مياهَ مَجَنَّةٍ ... ويبدو لعَيْني شامةٌ وطَفِيلُ؟

فقال [الطويل]:

وهل لي لبيتِ الله حجٌّ مُعجَّلٌّ ... يُيَسَّرُ في قَصْدي إليه سبيلُ

أطُوفُ به سبعًا وألثُمُ رُكنَهُ ... وأدعو وعَيْني بالدموعِ تَسيلُ؟

وهل عرَفاتٌ أنتَحِيها بوَقْفةٍ ... تَحُطُّ ذُنوبًا حَمْلُهنَّ ثقيلُ؟

<<  <  ج: ص:  >  >>