للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لم يَخْلُ من نُوَبِ الزّمان أديبُ ... كلَّا فشأنُ النائباتِ ينوبُ

أُمسي مرادًا للخطوبِ وأغتدي ... غَرَضًا تُفوِّقُ نحوَه فتُصيبُ

وإذا انتمَيْتُ إلى العلوم وجدتُها ... شيئًا تُعَدُّ به عليَّ ذنوبُ

وغَضَارةُ الأيام تأبَى أنْ يُرى ... فيها لأبناءِ الذّكاء نصيبُ

ولذاك مَنْ صَحِبَ الليالي طالبًا ... جَدًّا وفَهْمًا فاتَهُ المطلوبُ

وكلَّفه المُعتلي بالله يحيى بنُ عليّ بن حَمُّود في بعض مَجالسِه تذييلَ بيتَيْ تميم بن المُعِزّ في أخيه نِزارِ صاحب مِصرَ في وَداعِه إياه، وهما (١) [المتقارب]:

أُقيمُ وتَرحَلُ! ذا لا يكونُ ... لئن صحَّ هذا ستَدمَى عيونُ

فإنّي وإيّاكَ مثلُ اليدَيْنِ ... ولكنْ لكَ الفضلُ أنت اليمينُ

فقال ابنُ الحَنّاط [المتقارب]:

سأسَلو بيَحْيى وأيامِهِ ... فعُذرُ السُّلُوِّ به مُستبِينُ

إمامٌ تجمَّعَ في راحتَيْهِ ... لأهلِ المحبّةِ دُنيا ودينُ

جَنابٌ خَصيبٌ ورَوْضٌ أَريضٌ ... وظِلٌّ ظَليلٌ وماءٌ مَعِينُ

لئن كان مِن قبلِه جَدُّهُ ... علينا الوَصيَّ فهذا الأمينُ

قال المصنِّفُ عَفَا اللهُ عنه: تَلقّي القَسَم بحرف التنفيس، كما وقَعَ في عَجُز البيت الأوّل من بيتَيْ تميم، لا يجوزُ، كما لا يجوزُ تلقِّيه بالفاءِ كما في عَجُز البيت الآخِر من أبياتِ ابن الحَنّاط، فغَلَطُهما من بابٍ [٨٣ أ] واحد، وإنّما غَلَطُهما مُراعاةُ الشَّرط الذي تقتضيه "إن" التي دَخَلتْ عليها اللامُ، والعرَبُ لا تَعتبرُه، وإنّما تُراعي المقدَّم من القَسَم إذا اجتَمعَ معَ الشَّرط وإياه تُجيب؛ قال اللهُ سبحانَه: {وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ} [النحل: ١٢٦] وقال: {وَلَئِنْ جِئْتَهُمْ


(١) لم يردا في ديوانه.

<<  <  ج: ص:  >  >>