للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بِآيَةٍ لَيَقُولَنَّ} [الروم: ٥٨] في آيٍ كثيرة، وقد غَفَلا معًا عن هذا القانون أو جَهِلاه، واللهُ أعلم.

وفي المُعتلي بالله يحيى بن عليّ الحَمُّوديِّ يقول [المتقارب]:

شَرُفْتُ بيَحْيى فلم أُجهَلِ ... وفُتُّ بفضلي فلم أُفْضَلِ

وأَحرَقْتُ بالذُّلِّ قلبَ العدوِّ ... وأقرَرْتُ بالعزِّ عينَ الولي

سَمَتْ همّتي بيَ حتى اعتلَى ... على النَّجم قدريَ بالمُعتَلي

إمامٌ تُمَيِّزُ في وجهِهِ ... صفاتِ النبيِّ وسِيما علي

ولأبي عبد الله أشعارٌ ذهبَ إلى الإغرابِ فيها بنظمِها على غيرِ أوزان الشِّعر العربيّة المحفوظة عندَ العرب، منها قولُه:

لو كان يدري بما فعلْ ... أحيا المحبَّ الذي قتلْ

ظبيٌ بعينيهِ أسهمٌ ... في كلِّ قلب لها عملْ

يحمَرُّ في خدِّه دمي ... ويدَّعي أنّه خجَلْ

وهذا وزنٌ لم تَنظِمْ عليه العرب، وهو قد غيَّر فيه مجزوءَ البسيط الذي شاهدُه:

ماذا وقوفي على رسمٍ خلا ... مُخْلَوْلقٍ دارسٍ مُستعجِمْ؟!

فاستعمَلَه أحذَّ العَروض والضَّرب مَخْبونًا، فكان تفعيلُه: مستفعلنْ فاعلنْ مستفعلنْ، فأصاره الحَذَذ -وهو: إذهابُ الوَتد رأسًا، وهو: عِلُنْ، فبقِي مُسْتَفْ، ثم خَبَنَ فحَذَفَ ثانيَه فصار: مُتَفْ فنُقل إلى مثل وزنه وهو: فَعِلْ، فصار كلُّ واحدٍ من الشَّطرينْ: مُستفعلنْ فاعلنْ فَعِلْ، وهو وزنٌ لم يرِدْ عن العرب.

وقولُه، وقد أودَعَه أثناءَ رسالةٍ خاطَبَ بها الوزيرَ أبا العبّاس بنَ أبي حاتم ابن ذَكْوانَ ليأخُذ بمُعارضتِها أبا عامر بنَ شُهَيْد، ولْنذكُرِ الرسالةَ كلَّها؛ لبراعتِها، وهي:

<<  <  ج: ص:  >  >>