للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولمَ لا وأنت المسَمَّى باسم محمدٍ رسُول الله، وكُنيتُك الكُنْيةُ العزيزةُ: أبو عبد الله، وعلامتُك الشَّريفة: الحمدُ لله والشُّكرُ لله، ولقَبُك على المنابرِ: المستنصِرُ بالله المنصورُ بفضلِ الله؟! ومن كان لله كان اللهُ له.

وأُتحِفَ المُستنصِرُ بغُصن سَوْسَن اجتمعتْ فيه سَوْسَنات سبع، فاستَغْرَبَه المستنصِرُ والحاضرون وفيهم ابنُ الأبار، فابتَدَره في وَصْفِها [البسيط]:

وسَوْسناتٍ أرَتْ من نظمِها بِدَعًا ... ولم يزَلْ دهرُ مولانا يُري بِدَعَهْ

شبيهةٌ بالثُّريّا في تألُّفِها ... وفي تألُّفِها تلقاكَ مُلتمِعَهْ

هامتْ بيمناه تبغي أن تُقبِّلَها ... واستَشْرَفَت تبتغي مَرْآهُ متَّلعَهْ

ثم اتَّقى بعضُها من بعضِها غَلبًا ... على البِدارِ فوافَتْ وهْي مُجتمعَهْ

وله في تفضيل السَّواد [الخفيف]:

لا تَعيبوا السَّوادَ فهْو مُناكمْ ... في فروعٍ وأعيُنٍ وحواجبْ

ولقد تجعَلونَ منه رُقوشًا ... ونقوشًا على خدودِ الكواعبْ

وأرى اللَّيلَ عندَكمْ مُستحَبًّا ... وأَرى الصُّبحَ عابَهُ كلُّ عائبْ

وسلِ المِسكَ والغواليَ عنهُ ... وسلِ الحِبرَ في صحيفةِ كاتبْ

وعِذارًا إذا ألمَّ بخَدٍّ ... دَبَّ فيه كما تدِبُّ العقاربْ

وكفَى أنه لحَبّةِ قلبي ... ولعَيْني وللشّبابِ مُناسبْ

ومن نَظْمِه في الزُّهد والتُّكْلانِ على الله تعالى [السريع]:

إلامَ في حَلٍّ وفي رَبْطِ ... تخبِطُ جهلًا أيّما خَبْطِ؟!

دعِ الوَرى وارجُ إلهَ الوَرى ... فإنهُ ذو القَبْضِ والبَسْطِ

ليس لِما يُعطيهِ من مانعٍ ... ولا لِما يمنَعُ من مُعطِ

<<  <  ج: ص:  >  >>