للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رَوى عنه ابنُه القاسمُ، وأبو الحَسَن بنُ محمد بن بَقِيّ الغَسّانيُّ، وأبو عبد الله ابن يحيى السُّكَّريُّ، وأبو العبّاس النَّبَاتيُّ، وأبو عُمرَ بن عَيّاد، وهو أسَنُّ منه، وأبو الكَرَم جُوديٌّ.

وكان محدِّثًا حافظًا راوِيةً مُكثِرًا ضابِطًا ثقةً، شُهِرَ بحفظِ كُتُبٍ كثيرة من الحديثِ وغيره، ذا نظرٍ صالح في الطّب، أديبًا بارِعًا كاتبًا بليغًا مُكثِرًا مُجِيدًا سريعَ البديهة في النَّظْم والنثر، والأدبُ أغلبُ عليه؛ قال أبو القاسم ابنُ المَواعِينيِّ: ما رأيتُ في عبادِ الله أسرعَ ارتجالًا منهُ.

وصنَّفَ في الآدابِ مصنَّفات، منها: "بهجةُ الأفكار وفُرجةُ التَّذكار في مختارِ الأشعار"، و "مباشرةُ ليلةِ السَّفْح، من خبَرِ أبي الأصبَغ عبد العزيز بن أبي الفَتْح، معَ الأعلام الجِلّة: أبي إسحاقَ الخَفَاجيِّ وأبي الفَضْل بن شَرَف وأبي الحَسَن ابن الزّقاق"، ومنها مقالةٌ في الإخوان، خَرَّجها من شواهدِ الحِكم، ومصنَّفٌ في أخبارِ مُعاوية، ومنها: "الدُّرُّ المُنظَّم في الاختيارِ المعظَّم"، وهو مقسَّمٌ على تأليفينِ أحَدُهما: "مُلَحُ الخَواطر ولُمح الدفاتر" والثاني: "مجموعٌ في ألغاز"، ومنها "رَوْضةُ الحدائق في تأليفِ الكلام الرائق" وهو مجموعُ نظْمِه ونثْرِه وفيه فصولٌ منها: مُلتقَى السَّبيل في فَضْل رمضان، وقصيدةٌ في ذكْرِ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - وأصحابِه رضيّ اللهُ عنهم، وسَمّاها "القَرارةَ اليَثْربيّة المخصوصةَ بشَرَفِ الأحناءِ القُدُسيّة"، وستأتي بتسميطِ أبي الكَرَم جُوديٍّ إن شاء الله، و "خَطَراتُ الواجِد في رثاءِ الماجد"، و "رجوعُ الإنذار بهجوم العذار"، و "تصريحُ الاعتذار عن تقبيح العذار"، وقطعٌ من شعرِه: زُهْديّةٌ ووَعْظيّة، إلى غيرِ ذلك من الفصُول. ومن مصنَّفاتِه: مجموعُ موشَّحاتِه، وهي نحوُ أربع مئة، وصَدَّره بمقالةٍ سَمّاها: الإفصاحَ والتصريح عن حقيقةِ الشِّعر والتوشيح؛ قال: وغيرُ ذلك من المصنَّفاتِ المشروع فيها ولم تتمَّ، وهي متّصلةٌ بمدى العُمر.

أنشَدتُ على شيخِنا أبي الحَسَن الرُّعَيْنيِّ رحمَه اللهُ، ونقَلتُه من خطِّه، قال: سمِعتُ من لفظِه، يعني أبا الحَسَن بنَ محمد بن بَقِيّ، قصيدةً طويلةً في النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -

<<  <  ج: ص:  >  >>