للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ناحتْ وساعَدَ نوحَها أترابُها ... وبَدَا أساها حينَ جَلَّ (١) مُصابُها

فجفونُها ما تلتقي أهدابُها ... ولوِ التعلُّلُ بالكرى ينتابُها

نضَحتْ بِزَوْرِ الطّيفِ بَرْحَ شَكاتِها

لو جاذَبَتْ سِنةَ الكَرى بزمامِها ... لَجَنَتْ لذيذَ الوَصْلِ من أحلامِها

ورَمَتْ بمُحْرِضِ شَجْوِها وغرامِها ... لكنَّ بينَ جفونِها ومنامِها

حَرْبًا تُثيرُ النَّهبَ في كرَّاتِها

بضلوعِها أمَدَ الحياةِ تَمَلْمُلُ ... فبكاؤها بالواديَيْنِ تعَلُّلُ

وسُلوُّها ما إنْ عليهِ مُعوَّلُ ... ولئنْ نطَقْتَ لها به فتقوَّلُ

مَنْ للرِّياحِ بملتقَى هَبّاتِها

عذَّبتِ يا ورقاءُ قلبًا مُتعَبًا ... أنشَبْتِ فيه منَ الصَّبابةِ مِخْلَبا

وأحقُّ مَنْ هاج الهوى لذوي الصَّبا ... مطلولةُ الفَرْعيْنِ تُلْحِفُها الرُّبَى

كنَفًا وتُلْثِمُها لمى زَهَراتِها

كرَعَتْ على ظمأٍ بدِجلةَ كَرْعةً ... عَجْلى (٢) تخافُ من الجَوارح صَرْعةً

بشريعةٍ جعَلتْ هواها شِرعةً ... ويُسيغُها ماءُ النُّخيلةِ جَرْعةً

تعتاضُها من مُجْتَنى نَخَلاتِها

باحَتْ بشَجْوٍ لم تَسَعْهُ ضلوعُها ... فنِزاعُها بادٍ به ونُزوعُها

ولِخوفِ أقْنَى ما يزالُ يَروعُها ... أقْوَتْ من الحِرصِ المشيرِ (٣) رُبوعُها

فنسيمُ عَرْفِ الروضِ من أقواتِها


(١) في ب م: "حل".
(٢) في ب م: "عجًا".
(٣) ضبب فوقها في ب. ولعلها محرّفة عن: المُثِيْر.

<<  <  ج: ص:  >  >>