للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تَخِذَتْ بأكنافِ العُذَيْبِ محلَّها ... حَذَرَ الجوارح عَلَّها ولعلَّها

وشَذَتْ فأهدَتْهَا الغمائمُ ظلَّها ... وتهدَّلت أشواقُها حَصَبًا لها

فتقَلَّصتْ عن مُستطابِ جُناتِها

غاضَتْ مَدامعُها ولم تتسيَّلِ ... وبكَتْ على سَنَنٍ لها مُتَقَيّلِ

في يانعٍ بِيَدِ النَّسيم مُميَّلِ ... وتضاءَلَتْ أسفًا على متخيَّلِ

كانتْ بهِ الأيامُ شرَّ جُناتِها

عُقِلت مقدِّمةُ الغَمام بسَرْوِها ... عن سَيْرِها وتلدَّدَتْ في كفوِها

ببِشامِها وثُمامِها وبِضَرْوِها ... لا درَّ درُّ القَطْرِ إنْ لم يُرْوِها

مِن دَرَّهِ ويلفَّ من شَجَراتِها

ريحَ الصَّبا في ماءِ سَرْحتِها قِفي ... وتصارَعي مَعَ كلِّ لَدْنِ المِعطفِ

فشذاكِ يُنْهِلُها بكأسِ القَرْقَفِ ... ويَهيجُ من ذِكَراتِها ويزيدُ في

حرَكاتِها باللَّذْع من سَكَناتِها

لو كنتَ شاهدَها لَقصَّرَخَطْوُها ... في الوَجْدِ دمعٌ ما توقَّفَ مُذْ وهَى

وسأُعْمِلُ النُّجُبَ القلائصَ نحوَها ... حتى تُطارِ حَني بأبهرَ شجوَها

وأَفُوقَها في بَثِّها حسَرَاتِها

سَجَعاتُها عندَ الأصيلِ مُبيحةٌ ... سَبَلَ المَدامعِ فالجُفونُ قريحةٌ

يا ذا الهوى دَعْها فتلك فصيحةٌ ... فلقد رَمَتْ جنَبيَّ وهْيَ جريحةٌ

فوَلَجْتُ شِعْبَ الحُزْنِ في مَرْضاتِها

تاقَتْ فشاقَتْ بالأُجَيْرغْ كلَّ ذي ... قلب أسيرٍ في الهوى لم يُنْقَذِ

والسَّهمُ في أحشائهِ لم يَنفُذِ ... وهمَمْتُ وَجْدًا أنْ يُعارضَها الّذي

ناءَتْ به الأحناءُ من زَفَراتِها

<<  <  ج: ص:  >  >>