للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ساجِلْ فدَيْتُكَ شجوَ كلِّ مغرِّدِ ... وصِلِ العَويلَ بأنّةِ المُتنهِّدِ

حتى تكونَ بكَ الحمائمُ تَقتدي ... أوَ ليسَ حُبُّكَ للنبيِّ محمدِ

أضعافَ ما بَثَّتْهُ مِن لوعاتِها

يا مَن تطلَّعَ فاجتَلَى أنوارَهُ ... وأصارهُ يضَعُ الهُدى آصارَهُ

إنْ كنتَ تَبغي في الجِنانِ جِوارَهُ ... قمْ نادِبًا أو ناشِجًا آثارَهُ

في دِمَنتَيْهِ ونادِ في عَرَصَاتِها:

حَسْبي رسُولَ الله حوضُك مَوْرِدا ... أَشْفي به مِن غُلّتي بَرْحَ الصَّدى

وأرى جبينَك واضحًا متوقِّدا ... يا كعبةَ الإسلامِ يا كهفَ الهُدى

يا صارفَ الأيّام عن عاداتِها

يا مَنْ أبادَ بكلِّ أبيضَ قاطعِ ... فِرَقَ العِدا من عاندٍ ومُخادعِ

حتى اكتَسَى الإسلامُ حُلّةَ وادعِ ... يا مَن تبلَّجَ نورُهُ عن صادعِ

بالواضحاتِ الغُرِّ من آياتِها

يا مَن تنوَّرتِ القلوبُ بحُبِّهِ ... وَصَبَتْ لهُ ولآلِهِ ولصحبِهِ

مَن لي بقبرِكَ أو بنَفْحةِ تُرْبِهِ ... يا شارعًا في أُمّةٍ جُعِلَتْ بهِ

وَسَطًا فنالتْ مُستدامَ حياتِها

في سَرْحةٍ للشّرعِ أورَقَ عُودُها ... وَجَرَتْ بأمواهِ النَّعيم مُدودُها

أنهضْتَها فأحَلَّها توحيدُها ... في دارِ خُلْدٍ لا يَشِيبُ وليدُها

حيث الشّبابُ يَرِفُّ في جَنّاتِها

وسُلافُها يا مَنْ لنا بسُلافِها ... كضياءِ نُور الشّمس في إشرافِها

وكؤوسُها كالدُّرِّ في أصدافِها ... وتسَنَّمَ الرِّضوانُ في أكنافِها

وتنسَّمَ الرَّيْحانُ من جَنَباتِها

<<  <  ج: ص:  >  >>