للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من غير فَصل بين ما يخُصنا من الدَّعاءِ وما قبلَه وما بعدَه فإنّا نبرَأُ إلى الله منه، فعَجِبَ الحاضِرونَ لسعادةِ أبي الحَسَن بما ظُنَّ أنّ فيه نَقْصًا عليه (١).

وكان ذا حظٍّ من الأدب وقراءة مُقَطَّعاتِ الشِّعر، منها: [قولُه في المصحف الإمام] الذي تقَدَّم في رَسمِ أبي المُطرِّف أحمدَ بن عبد الله بن عَمِيرةَ (٢) أنّ عبدَ [المؤمن وبَنيهِ كانوا] يزعُمونَ أنه مصحفً الإمام عثمانَ بن عفّانَ رضيَ اللهُ عنه، وقد وَضَعَه [المنصورُ] من بني عبد المؤمن، في حِجْرِه بمحضرِ الكُبَراءِ من رجالِه [المتقارب]:

[ألا] فاقدُروا قدر هذا المقام ... فهذا الإمامُ وهذا الإمام

إمام المصاحفِ في حِجرِ من ... به حَفِظَ اللهُ هذا الأنام

وناهيكَ مِن صُحُفٍ كرِّمت ... بحِجرِالكريم سليلِ الكرامْ

فطُوبى لمَن فاز من ذا وذا ... بمافيه حظٌّ ولو بالسلامْ

أنشَدَنيه ابنُه أبو محمد عنه لنفسِه، وأنشَدَني أيضًا عنه لنفسِه في صفة نهرِ ماءٍ بضيْعتِه التي كانت له خارجَ باب فاس، وتُعرَفُ هناك بتاووتي (٣) [الكامل]:

ومهنَّدٍ لزِمَ التجرُّدَ فهْو لا ... ينفَكُّ مَسْلُولًا لغيرِ قتالِ

ضَمِنَ النَّسيمُ صفاءَ صفحةِ وجهِهِ ... فتراه مصقولًا بغير صِقالِ

وإذا تنفَّس فيه سال فِرِنْدُهُ ... وطَفَا عليه حَبابُهُ كلآلي

أعجِبْ به من صارم آثارُهُ ... نَقْعُ الصَّدى وتنفُّسُ الآصالِ


(١) لعل هذا أقدم نص في وصف المجالس الحديثية الملوكية التي ما تزال قائمة إلى يومنا هذا.
(٢) السفر الأول، الترجمة (٢٣١)، والمسند لأبي مرزوق، ص ٤٥٦. وما بين الحاصرتين ممحو في الأصل ونقدر أنه ما أثبتنا.
(٣) ورد ذكر تاووتي بأنها قرية من جهات مراكش في التشوف (٣٠٠، ٣٠٩، ٣١٠) ويفهم مما ورد فيه أنها كانت معروفة ببساتينها غير بعيدة من باب المدينة (باب فاس).

<<  <  ج: ص:  >  >>