قلت: بسم الله، أنا قد أمِرتُ أن أُحضِرَك، [فافعَلْ ما أمرتُكَ به.
فقال] الأبُ: قد عضلْته البارحةَ في ذلك فأنابَ أن يفعَلَ ما تأمُرُه به من [آدابِ السلام] عليهم.
قلت: الحمدُ لله. قال: وقد عضَلته في أن لا يَذكُرَ شيئًا ممّا وُعِدَ به [ويتجنَّبَ] إسماعَه لأهل الأمر، فأنابَ إلى ذلك.
قلت: أما هذه فإنّي قد [أخبرتُهم بكل] ما قلتَ من ذلك.
فقال لي كلامًا معناه: ما أفْضَيْتُ بهذه الحاجةِ إلّا [إليك.
فقال الابن]: لا أترُكُ شيئًا ممّا أمِرتُ بالجهرِ به، وكلُّ ما قلتُ لك أقولُه لهم.
قلتُ له: ولا [تطوِّل] ولا تسيّبْ لسانَك، ولا تقُلْ إلّا جوابَ ما أسألُك عنه. قال: نعم، فخرجْتُ معَهم.
ولمّا دخَلَ الطّفلُ على مَن أدام الله عزَّهم، حمَلتُه إلى كلِّ واحد منهم، فسَلَكَ كما أردتُ، وجلَسَ واستُنطِقَ (١) فنَطَقَ بكلّ ما تقَدَّم ذكْرُه غيرَ متهيِّبٍ ولا متحرِّج، غيرَ أنه بعدَ لأيٍ ما أخبَرَ عما وُعِد به، ولم يفعَلْ إلا بعدَ أن قال له الشّيخُ الموقَّرُ أبو سعيد: يا بُنيّ، قد قلتَ ما هو فوقَ [هذا] فلمَ سكتَّ عنه؟
قال: قد فُهِم عنّي المقصود.
فقلت له أنا: كيف يُفهمُ عنكَ ما لم يُسمَع منك؟ أما أنا فقُلْ عنِّي: إني فهمتُ مقصودك؛ لأني قد سمِعتُ منك، أمّا هؤلاءِ الأشياخُ فمِن أين وهم لم يسمَعوا؟