للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فيه للمدارس، فما ظنُّك به والزمانُ فانٍ والأثرُ دارس، والفتنةُ قد ألقت عليه بكَلْكَلِها، وصَيَّرَت أهلَه نُهبةَ مأكلِها، [قد أتيتَ بها أيها السيِّدُ] (١) الأوحد، مُنقَّبةً بَلْجاءَ لا يُنكَرُ فضلُها ولا يُجحَد، أقمتَ بها [منارًا لأهل العلم، وسدَدتَ] ما أثّر التفريطُ في شأنِهم من الثَّلْم، ونهَجْتَ طريقةً فتحتَ [بها أبوابًا] وقد يوفَّقُ لها سواك فيَجعَلُ اللهُ من ذلك السبب أسبابًا، ولقد [أسَّستَ بهمّتِك] السَّنية، وطريقتِك السُّنِّية، ما برَزَ للوجود في أجَمل مَرْأى وأحرَزِ [صيانة، وبه للأذهان؟] المَهْنوّة بالأدهانِ إبانة، وبَرَّ آجَرَك اللهُ عن نفسِك، وعن أبناءِ جنسِك [بخيرِ الجزاء] , ووَفَاك من الأجرِ المضاعَف والخيرِ المستأنف أوفَى القِسم وأوفرِ الأجزاء؛ بمَنّهِ، والسلامُ الكريمُ عليكم ورحمةُ الله وبركاتُه. كتَبَ مُجِلُّ قُدرتكم، ومُوالي شُكرِكم، أخوكم المُخلصُ لكم الشيِّقُ إليكم، المُطنِبُ في الثناءِ عليكم، عبدُ الكريم بنُ عِمرانَ، في غُرّة رجَبِ عام خمسةٍ وثلاثينَ وست مئة.

وفي ذلك أيضًا قال الأديبُ أبو الحَسَن بن إسماعيلَ بن عبد الله بن محمد بن إسماعيلَ الأغْماتيُّ (٢) وسمِعتُها من لفظِه رحمه الله [من الطويل]:

بنيتَ لأهلِ الغَربِ مجدًا وسُؤدَدا ... وفخرًا على الأيام يبقى مؤبَّدا

رفعتَ لهم ذكْرًا وأسمَيْتَ منصِبًا ... أنافَ على سامي الكواكبِ مصعدا

وما الفخرُ إلّا ما يَعُمُّ بناؤهُ ... وما المجدُ إلا ما يكونُ مخلَّدا

أبا حَسَنٍ أحرَزْتَ في خُطبةِ العلا ... عقيلةَ مجدٍ خَطْبُها كان أمجدا

ثوَتْ دهرَها بِكرًا وما الدهرُ مُسعِد ... بكُفْءٍ لها حتى أتيتَ فأسعَدا


(١) كل ما بين حاصرتين ممحو في الأصل، ولعله كما أثبتنا.
(٢) سيورد له المؤلف في هذا السفر (ترجمة يوسف ابن الجنان) شعرًا ونثرًا في مدح أبي علي الملياني والي أغمات (٦٥٩ هـ - ٦٨٦ هـ) ولم نقف له على ترجمة ويبدو من سلسلة نسبه أنه حفيد أبي عبد الله محمد بن إسماعيل الهواري الأغماتي المتوفى عام ٥٨١ هـ وفي التشوف ترجمته (١١٨) وأخبار تطلعنا على مكانته العلمية والروحية في بلده أغمات. (انظر فهرس الكتاب).

<<  <  ج: ص:  >  >>