هيهات أين الصَّبرُ لا أينه ... وأصلُهُ للبَيْنِ مجثوثُ
يا أيُّها الفردُ الذي فضلُهُ ... فضلانِ: مكسوبٌ وموروثُ
عُذرًا وفي أكنافِ تلك العُلَى ... للعذرِ تمهيدٌ وتدميثُ
يا سيِّدي، كيف رأيتَ زَبْرًا، {قَالَ أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا}[الكهف: ٧٢][إنّ من البيانِ] لسِحرًا، وإنّ من السِّحرِ لشعرًا، رفّهْ أيُّها السيِّد في اقتضائك، أو عامِلْ نُظراءك ومَن لكَ بنُظرائك؟ فإنّي أُنفقُ عن عُسر، وأستمِدُّ من نَزْر، وبيدِك زِمامُ الكلام، ولك طاعةُ النثرِ والنظام، تلعَبُ بعَروضِه، وتكسو مرفوضَهُ حلّةَ مفروضِه، بَيْنا أنا في تلك الحديقة أقطِفُ زهرًا، وأنشُقُ عبيرًا وعنبرًا، عثرتُ بذلك العَروضِ فلعِبَ بي وزنُه، وتوعَّر لي حَزْنُه، وبعدَ لأي ما فهِمت، وجُلت في معانيه فهِمت، وكلَّفتُ الخاطرَ شيئًا منه فعَجَز، وأكرهتُه فأبى إلا الرَّجَز، ولحقِّ الأدبُ لم أدَعْهُ، وقد جاء منه هذَيانٌ فإن نشِطتَ فاسمَعْهُ [من الدوبيت]: