يامَن لبعاده هجرتُ الأُنسا ... قد خِفتُ لغربةِ الهوى أن أُنسَى
هذا كمَدي أضحَى كما قد أمسا ... وحدي كَلَفي سرَّ العذولَ أم ما
من يمنَعُ محتومَ القضا من يمنَع ... قالو الصبرُ أولى قلتُ غَيري يُخدَعْ
يا بينُ كمَ أدعو وست تَسمَع ... اردد سَكَني وما أردتَ فاصنَعْ
أقسمتُ بذمة الهوى إن عادوا ... واستوطن رَبْعَ صدرِه الفؤادُ
لا نال قيادي بعدَهم بعادُ ... عزمي حملي والقربُ منهم زادُ
الله عليكم يا بريقَ نجدِ ... امرُر باللوى على الكثيبِ الفردِ
واخبِر خبرَ الحيِّ الجميعَ بعدي ... هل عندهم من الأسى ماعندي
واخصُض بالشِّيم عاطرَ الشميمِ ... وافضُضْ خاتمَ الغمام بالغميمِ
حيث رَسَا العلاءُ في مخزومِ ... رَيْحانةُ ذاك النفَرِ الكريمِ
هل تعرفُ من أريدُ إن أُعرِّفِ ... جُزْ بابن عَمِيرةٍ أبي المُطرِّفٍ
واشرَح كَلَفي لهُ ولا تُحرِّفْ ... واسرُدْ ما شاهدتَ جوًى وصنِّفِ
...... الجلال بالإحلالِ ... واستكمِلْ ثناءَ ذلك الكمالِ
...... إحسانه والمَآلِ ... مالي من يد بما أنالُ ما لي
[لقد طابَ] هواءُ المشارق، واعذبَّ شِربُ العُذَيب وبارِق، أمَا شارفتَ [الخيامَ وجَزعاءَ حِماها] وسَمِعتَ من صَباها ما تقولُ خُزاماها، وأنّى وبينَ بلادينا زَرُود ... هو إلا حقُّ الطاعة، وطَوْقُ الاستطاعة، ومبلَغُ البضاعةِ المُزْجاة، ... المُرْجَاة؛ والسيِّدُ الأوحَد أعلى اللهُ مقدارَه، وأدنى دارَه، يَقضي [بتكلُّفِها] ويُسامحُ في تخلُّفِها، فهل هي إلا ضَرّةُ تلك المخطوبة، وعنوانُ فضيحتِها المحجوبة، غذِيَتْ بطَبْع أبيها، وطلبت أوصافَه تشبيهًا، وستجدُ ذلك عِيانًا فيها، فإذا عَرَضَتْ إليه، وعُرِضَت بين يدَيْه، فلَيَصرف وصَلَها، ولْيُلقِ على غاربِها حبلَها، وليَغقِدْ على هذه الجِنانية الجَيّانية يدَ الضَّنَانة يجِدْها أحقَّ بها وأهلَها،