خِطابُ ابنِ عَبّاد، وخَطُّ ابنِ مُقلةٍ ... وخَلْقُ ابن [يعقوبٍ، وخُلْقُ ابنِ مامةِ] (١)
وفي صَرْفِه عن قضاءِ إشبيلِتةَ يقولُ أبو أُميّةَ بن عُفَيْر يمدَحُه [من البسيط]:
سَلْ عارضَ البرقِ إن لم تسألِ السُّحُبا ... واستنشقِ الرِّيحَ منّي [حيث هبَّت صبا]
كيف اعتَسفتُ الدجى فذا يُعانقُني ... كسلانَ إن نبَّهتْه [صيحةٌ وَثَبا]
تَلقاهُ أخرسَ ما لم تُمضِهِ فإذا ... أمضَيْتَ حدَّيه في هام العِدا [خَطَبا]
تَسري به وبي الوجناءُ في ظُلمٍ ... أوقدتُ منه ومن عَزْمي بها لَهبا
حتى تبسَّمتِ الآمالُ عن قمرٍ ... تمنَّت الشمسُ لو تُنمَى له نسَبا
لمّا أضاء سَنَاهُ في بني عُمرٍ ... قال الزمانُ لهم: دُوروا به شُهُبا
إنْ حَلَّ ناديَ فخرٍ راق منظرُهُ ... بشرًا وهزَّتْه أنفاسُ الندى طَرَبا
لاتُنكِروا البِشرَ من ناديهِ إنّ بهِ ... علمًا وحِلمًا وإيمانًا فلا عَجَبا
أذكى الأنام وأسماهُم لمَعلوةٍ ... إن طالَعوا أدبًا أو ناظَروا حَسَبا
لو أنّ للناس أخلاقًا تصاغُ لهم ... من فضّةٍ لغَدَتْ أخلاقُه ذهبا
لم يَسحَب العُجبَ من أخلاقِ بُردتِه ... لكنْ ذيولَ المعالي والتُّقى سَحَبا
أعطَتْ سُلَيْمُ رِهانَ المكرُماتِ لهُ ... لما رأَتْ أنها تسمو به العَرَبا
يا وارثَ المجدِكم تُغرَى بمكسَبِهِ ... قد أثقلتْكَ العُلا إرثًا ومكتسَبا
هذي سَجَاياك وقد وافَتْ على مَهلٍ ... في غُرّة الشأْوِ دع شانيكَ والذّنَبا
ما أخَّروك عن الأحكام إذْ فَعَلوا ... إلا ليُلفِيَ حِينًا عزمُكَ التعَبا
لئن أسمت القضايا بُرهةً فلقد ... رعَى نُهاك النّدى والدِّينَ والأدبا
(١) أزهار الرياض ٢/ ٣٧٢ ومنه أكملنا محل المحو في الأصل. وفيه: خلات، ولعل الأنسب خاءات كما في الأصل، والإشارة إلى الصاحب ابن عباد وابن مُقلة الوزير الخطاط ونبي الله يوسف وكعب بن مامة.