للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فأنت خديمُ البدر والشمس عَنْوةً ... وتَخدُمُه في أمرِه الشمسُ والبدرُ

ويَحويكَ شطرُ الأرض تَعمُرُ بعضَهُ ... وفي صدرِه الأفلاكُ والبحرُ والبَرُّ (١)

ومن هذه القصيدة:

هنيئًا لأهل الغَرْب إن حَلَّها (٢) امرُؤٌ ... به تَصلُحُ الأيامُ إن فَسَدَ الدهرُ

وبُشرى لهذا السّيفِ ماءٌ يحُدُّهُ (٣) ... لقد بَهَرتْ فيه السماحةُ والبِشرُ

ومنها (٤):

بنَى فَرْضةً (٥) أُمَّ البلادِ، فكلُّها ... يَسُحُّ عليها (٦) من مَراضِعِها دُرُّ

تكنَّفَها الماءانِ من كلِّ جانبٍ ... نقيضانِ ذا حلوُ المذاقِ وذا مُرُّ

فهذا عليهِ المَدُّ والجَزْرُ دائبًا ... وذلك لا مَدٌّ عليه ولا جَزْرُ

ومنها:

غَدَتْ نقطةً في ضِمن دائرةِ الدُّنا ... فلا أُفُقٌ يَنْأَى عليها ولا قَطْرُ

فمن حيثُ ما رُمتَ الجوانبَ نِلتَها ... بيُسرٍ ولا كدٌّ عليك ولا عُسرُ


(١) وردت هذه الآيات في زاد المسافر: ٢ - ٣ مع اختلاف في الرواية بالتقديم والتأخير والزيادة والنقصان.
(٢) حلها: أي: أرض الغرب.
(٣) كلمة غير منقوطة.
(٤) في هذا الجزء من القصيدة الذي لم يرد في موضع آخر إشارة إلى بناء عبد المؤمن قصبة الرباط أو فرضة الرباط كما يقول الشاعر، وفيه كذلك إشارة إلى حيل المهندسين في جلب الماء إليها من عين غبولة وإلى المنافع المتيسرة للمدينة بحكم موقعها، وقول الشاعر: "غدت نقطة" إلخ البيتين ينطبق على الرباط العاصمة اليوم. انظر في هذا الموضوع: الاستبصار: ١٤٠ - ١٤١.
(٥) في الأصل: "فرقة" ولعل الصواب ما أثبتنا، والإشارة إلى فرضة رباط التي أحدثها عبد المؤمن.
(٦) في الأصل: "عليه".

<<  <  ج: ص:  >  >>