للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كذلك (١) أعماقُ الجُسوم وطولُها ... وإن بَعِدت يعني بأمدادِها السِّحرُ

يفوحُ ترابُ الأرضِ من طِيبِ نَشْرِهِ ... ففي معطِس (٢) الأيام من طِيْبه نَشْرُ

[ويغدو الثَّرى تِبرًا] بمَوْطِئ رجلِهِ ... وتحسُدُه فيه الفراقدُ والنَّسرُ

[ولا تَحسُدُ الأيامُ] فيه ولا كما ... تَنافَسَ شهرَ الصَّوم كَرَمٌ والفِطرُ (٣)

[وكلُّ شهورِ العام] من جُلِّ همِّها ... إذا احتَلَّ شهرًا أنه ذلك الشهرُ

ومن شعره في التوحيد، والزُّهد، والتمسُّك بالسُّنّة [من الكامل]:

[أقصِرْ] ظِماءك (٤) في شريعةِ أحمدِ ... تُسقَى إذا ما شئتَ غيرَ مُصرَّدِ

[وتوَخَّ] أعطانَ الدِّيانة علَّها ... تُدنيكَ من حَوْض النبيِّ محمدِ (٥)

[لُذْ] بالنُّبوةِ واقتبِسْ من نُورِها ... واسلُكْ على نهج الهدايةِ تهتدِ

وإذا رأيتَ الصادرينَ عشيَّةً ... عن مَنْهَل الدِّين الحنيفِ فأورِدِ

الدِّينُ دينُ الله لم يعبَأْ بمُبـ ... ـتَدِعٍ ولم يحفِلْ بضِلّةِ مُلحِدِ

قالوا: بنورِ العقل يُدرَكُ ما ورا ... ءَ الغيبِ، قلتُ: قَدِي من الدعوى قدِ

بالشّرع يُدرَكُ كلُّ شيءٍ غائبٍ ... والعقلُ يُنكرُ كلَّ ما لم يَشهَدِ


(١) في الأصل: "فذلك"، ويبدو أنه تحريف.
(٢) في الأصل: "معطش"، وهو تصحيف.
(٣) هكذا في الأصل، وفيه خلل.
(٤) الظماء: الظمأ، وأقصر ظماءك .. إلخ معناه: رد حوض الشريعة ولا ترد غيره. والشطر الثاني للنابغة الذبياني إذ يقول:
وتسقى إذا ما شئت غير مصرد ... بصهباء في حافاتها المسك كارع
وغير مصرد، أي: غير مقطوع ولا ممنوع.
(٥) أعطان: جمع عطن، وهو المناخ حول الورد.

<<  <  ج: ص:  >  >>