للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

خدَعَتْ بألفاظٍ تَرُوقُ لطافةً ... فإذا طلبتَ حقيقةً لم توجَدِ

ذو علمِهم لو كان شاهَدَ علمَنا ... ورأى جَهابذةَ الكلام ....

لَعَراهُ من حَسْرٍ (١) هناك تلألؤٌ ... وأقام بينَ تحيُّرٍ وتبلُّدِ

أسفي ولو أنّي نُصِرتُ عليهمُ ... لثَلَمْتُ في المُهجاتِ كلَّ مُهنَّدِ

يُلغَى كتابُ الله بينَ ظهورِهم ... وجميعُ مسنونِ النبيِّ محمدِ

يا قاتَلَ اللهُ الجهالةَ إنها ... وَرَقٌ لأغصانِ الشبابِ الأملدِ

ومنهُ في الوصايا والأمثالِ وذمِّ الزّمان [من المتقارب]:

ردِ الطُّرْقَ (٢) حتى توافي النَّميرا ... فرُبَّ عسيرٍ أتاح اليسيرا

وأَرسِلْ قَلُوصَكَ طَوْرًا شمالًا ... وطَوْرًا جنوبًا وطَوْرًا دَبُورا

وشُنَّ على غازياتِ البلادِ ... من النصِّ والذّمل جيشًا مُغيرا

وفِرْ ماءَ وجهِك (٣) حتى تَجِمَّ ... وأطفِ السمومَ به والهَجِيرا

وطِرْ حين أنت قويُّ الجَنا ... حِ لا عُذرَ عندَك أن لا تَطيرا

ولا تقَعَنَّ وأنت السليـ ... ـمُ حيث يُضاهي المَهِيضُ الكسيرا

فأمُّ الترحُّل تُدعَى وَلُودًا ... وأُمُّ الإقامة تُدعى نَزُورا

وذو العَجْز يرضَعُ ثديًا جَدودًا ... وذو العَزْم يرضَعُ ثديًا دَرورا

يعِزُّ على النَّبْل أنّي غَدَوْتُ ... أُكَنَّى أديبًا وأُسْمَى فقيرا

وأنّيَ ثُبْتُ لكفِّ الزمانِ ... يُعرِّقُ عظميَ عَرْقًا مُبِيرا


(١) في الأصل: "حسن"، ولا معنى لها.
(٢) الطرق: الماء الذي خوضت فيه الإبل وبولت فيه.
(٣) وفر ماء وجهك، أي: صنه.

<<  <  ج: ص:  >  >>