أمَّلتُ آرامَ الكِناس ودونَها ... للطارقِ المحزونِ أُسْدُ عَرينِ
وسلكتُ وَجْدًا في طريقِ هَواهُمُ ... ما بينَ مأسورٍ وبين ظعِينِ
وظننتُ لينَ قُدودِهمْ بقلوبِهمْ ... فإذا القساوةُ طيَّ ذاك اللِّينِ
عاهدتُّهمْ أنْ لا فِراقَ وإنما ... عاهدتُ كالحِرباءِ في التلوينِ
وقرَرْتُ عينًا بالخِداع وقلّما ... قرَّتْ عيونٌ عند حُورٍ عِينِ
ورجَوْتُ في تحسينِهمْ تحصينَهمْ ... فجَهِلتُ ما للصادِ معنى السّينِ
ولقد مرَرْتُ على المنازلِ بعدَهمْ ... فذكرتُ عهدَ صَبابتي ومُجوني
ورأيتُ من نُعمانَ ما يُشقينَني ... ورأيتُ مَن يَبرينَ ما يَبريني
أيامَ طَرْفي راتعٌ في رَوْضةٍ ... للحُسن بينَ سَوالفٍ وعيونِ
متفرِّقَ اللّحظاتِ في أفنائها ... للجَمْع بينَ الوردِ والنَّسرينِ
ووجدتُ من رِيقٍ هناك ونَغْمةٍ ... أشهى من الصهباءِ والتلحينِ
ونشَقْتُ عَرْفًا خِلتُ حين نشَقْتُهُ ... أن ...................
عيشٌ نعُمتُ به فبان ببينِهِ ... صبرٌ أتاني فَقْدُه في الحينِ
كان الفؤادُ برامةٍ في راحةٍ ... للوَصْل بين معاهدٍ ......
فالآنَ إذ حَلّ الصدودُ برَبْعِها ... عقَدتْ عليه عُقدة ......
يَا قلبُ طاوعتَ الجُفونَ سَفاهةً ... فجزاكَ ضعفُ فُتورِها ......
أسَرتْكَ لمّا قيَّدَتْكَ بسِحرِها ... فاخلُدْ بلا فكٍّ ولا تأمينِ
خِلتَ الجُفونَ من السّيوفِ قريبةً ... ما جُرْحُ أسيافٍ كجُرح جُفونِ
إياك من لَمْح اللِّحاظ فإنهُ ... سهمٌ لقَوْس الحاجبِ المقرونِ
هوِّنْ إذا هوَّلتَ واعلَمْ أنّما ... تقوَى على التهويل بالتهوينِ