للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وشاعرُه أبو محمد عبدُ الله (١) بن يحيى بن سُليمان المتراريُّ (٢) الحاجُّ المعروفُ بالمَرّاكُشيّ وصفيُّه الحاجُّ النبيل أبو إبراهيمَ ابنُ عبد السّلام بن عُمرَ القُزُوليُّ (٣)، فاستَظْرَفَها أبو عليّ والحاضِرونَ وأعجِبوا بها وتفاوَضوا في شأنِها ساعةً ثم قال أبو علي: ليتَ شِعري! لو كان معَهم رابعٌ ماذا كان يقول؟ وهل تُمكنُ الزّيادةُ على هذه الأبيات؟ فقال الجميعُ: إنّ المعنى قد كمُلَ ومَنَعَ الزّيادةَ، فقال: منَ المحالِ عادةً أن يكونَ معَهم رابع، ولا يَجري مَجْراهم في الإتيانِ بمثل ما أتَوْا به فخُذوا في الزّيادة عليها، وأشار بذلك إلى ابن المُعزّ وأبي محمدٍ المَرّاكُشيِّ وأبي إبراهيمَ القُزُوليّ، وأضاف إليهم ابنَ الجَنّان مورِدَ الحكاية،


(١) لا نعرف عنه إلا ما ورد في قصيدة ابن الجنان المذكور آنفًا فهو أبو محمد عبد الله ابن المعز القابسي الأصل، نشأ بالشرق أي بإفريقية حسب اصطلاح معروف، وقد وصف في القصيدة المذكورة بطيب الأصل والنجابة كما نعت بأنه ذو رواية ودراية، ويُفهم من القصيدة أيضًا أنه كان يقول شعرًا غير معرب علاوة على مشاركته في الشعر المعرب. ويصف ابن الجنان شعره غير المعرب بقوله [الكامل]:
يبدي لنا شعرًا قد احكم رصفه ... بعروض اخترعت [كسجع الساجع]
لم يروها الأدباء عن شعرائهم ... فاعجب لأشعار بنظم [شائع]
لا بالعروض ولا اللغات تسربلت ... لكن معانيها كسم ناقع
تبدي لنا غرر البيان مشوبة ... بمواعظ فاضت بهن مدامع
وإذا يهاجى ماجنًا كوميّنا ... يجري الدموع بكل دمع هامع
طيبًا وضحكًا لا يقاس بطيب ... .......................
وهذا الشعر الموصوف يمكن أن يكون الزجل أو عروض البلد أو الشعر البدوي مما تحدث عنه ابن خلدون في المقدمة. وثمة في الأعلام القريبة أبو فارس ابن المعز الكفيف كان مقربًا عند الواثق أبي دبوس آخر الموحدين، وذلك لفصاحته (البيان المغرب: ٤٦٩).
(٢) نسبة إلى مترارة ولعله هو الذي سمي في الشعر السابق الحاج الكومي، ومترارة موطن كومية.
(٣) لم نقف له على ترجمة.

<<  <  ج: ص:  >  >>