للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فكأنّما صنعاءُ قد وهبَتْهُ من ... وشيٍ بها فَزَها بصنعةِ [صانعِ]

طِرسٌ عليه الرّوضُ خالعُ لُبْسِهِ ... زمنَ الربيع فيا لهُ من خالعِ

شَتَّى أزاهرُهُ فمِن يققٍ زَهَا ... ببياضِهِ الأسنى وأصفر فاقعِ

مُتضاوعِ النَّفَحاتِ لكنْ بَزَّهُ ... طِيبُ الثناءِ الطيِّبِ المُتضاوعِ

لله ذو أدبٍ تذكَّرَ ما جَرى ... في طابَعٍ كتب الخلائف طابعِ

أصغَيْتَ سمعًا للحديثِ وحُسنِهِ ... وبه عُنيتَ لذكْرِه المتتابعِ

فاقطُفْ سِراجَ المجدِ زَهْر كُمامِها ... واطرَبْ بشَدْوِ حَمام روضٍ ساجعِ

لا زلتَ ترفَعُ للسيادةِ رايةً ... تَقْضي بطُولِ بقاءِ عزِّ الرافعِ

وجَرى القضاءُ بما تُحبُّ وتشتهي ... وثَوى ببُرجِكَ نورُ أسعدِ طالعِ

وهذه القصيدةُ وإن كانت من النّمَطِ الوَسَط فإنّها أقربُ للقَبول من قصيدةِ ابن الجَنّان.

وقد التمَسْتُ تذييلَ تلك الثلاثة من بعض أصحابِنا، منهم: أبو عِمرانَ [......] التَّمِيميُّ الإفريقيّ (١)، فقال، ونقَلتُه من خطِّه [من الكامل]:

والخيرُ كلُّ الخيرِ في أن تقتَفي ... ما جاء عنهُ وحَلَّ أُذْنَ السامعِ


(١) هو الفقيه الأديب أبو عمران التميمي الإفريقي -نسبة إلى إفريقية، تونس- ذكره مؤلف الذخيرة السنية وقال: إنه كان من جلساء الأمير أبي مالك عبد الواحد بن يعقوب بن عبد الحق الذي كان يجالس العلماء والفقهاء والشعراء ويذاكرهم واختص بمنادمته ومسامرته جماعة من أهل الأدب والفقه منهم المذكور والقاضي يوسف بن أحمد بن حكم ومالك بن المرحل وعبد العزيز الملزوزي، وفي الذخيرة السنية نماذج من مسامراتهم الأدبية التي جرت بقصر الأمير في مراكش في المدة التي أعقبت دخول المرينيين إلى مراكش فيما بين سنة ٦٦٨ هـ وسنة ٦٧٠ هـ (انظر الذخيرة السنية: ١٢٣ وما بعدها) ويبدو أن أبا عمران هذا له صلة ما بهؤلاء التميميين الذين تقلدوا مناصب عند الحفصيين والمرينيين (انظر: مستودع العلامة ونثير فرائد الجمان).

<<  <  ج: ص:  >  >>