للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رَوى عن أخيه. وقَدمَ الأندَلُسَ [فَروى عنه] بإشبيلِيَةَ أبو القاسم خَلَفُ بن عبد العزيز القَبْتوريُّ (١)؛ وأجاز إلى [العُدوة] وعاد منها إلى الأندَلُس، الكاتبُ الأبرع أبو عبد الله ابنُ الجَنّان [رسالةَ] إعلامٍ بقَصْدِه للشيخ الأوحد أبي الحَسَن سَهْل بن مالكٍ (٢) رحمَهم الله، وهي [من الطويل]:

سَرى النّجمُ نَجْمُ الدِّين للغربِ قاصدًا ... من الشّرقِ كي يلقَى سِراجَ المعارفِ

فقلتُ له: يا نَجْمُ بلِّغْ تحيّتي ... وذِكْري وشكري للنّدى والعَوارفِ

وزُرْ في ربى نَجْدٍ (٣) ديارَ ابنِ مالكٍ ... تجِدْ كلَّ مجدٍ من تليدٍ وطارِفِ

وخيِّم لدى سَهْل فسهلٌ جَنابُهُ ... رَحيبٌ لجَوّاب الفَلا والتنائفِ

وقَرَّ إذا تلقاهُ عينًا بقُربِهِ ... فسوف يَرى لُقْياك إحدى اللطائفِ

وخُذْ عنه ما تَرويه إن جئتَ مكّةً ... لكلِّ مُلبٍّ بالمشاعرِ طائفِ

وصِفْ لبني السِّبْطيْنِ قومَك فضْلَهُ ... فيا حُسنَ موصوفٍ ويا حُسن واصفِ

كتابي إلى المجلس العلميّ، السُّنِّيّ السَّنِيّ، زاده اللهُ تكريمًا وترفيعًا، وأبقى للعلوم ببقائه تأصيلًا وتفريعًا، وحرَسَ جانبَه فلا يزالُ بالعزِّ منيعًا وبالسعدِ مَريعًا، كتابٌ يتشرّفُ بالمحمولِ إليه والحامِلِ، وتَغبِطُ النفْسُ فيه حظَّ الطِّرس وخَطَّ الأنامل، ذلكم بأنه خاطبتُ به أشرفَ المجالس، النيّرةَ المَقابِس، المحيِية رسومَ الفَضْل الدارس، وبعَثْتُه معَ كبيرٍ من الشّرفاءِ أهل البيتِ النَّبويّ، وذوي المَناسب الأطايب من ذُريّة البَتُول والوصيّ، وهو الشريفُ السيّد الأوحَد الصَّدْر العليّ الاكمَلَ الجليلُ الأفضل نَجْمُ الدِّين الحَسَنيّ، حفِظَ [الله] رُتبةَ شرفِه، وصَلّى على


(١) ترجمته ومصادرها في مقدمة رسالته التي طبعت في الطبعة الملكية بالرباط بتحقيق الدكتور الهيلة، وانظر بعض ما روى خلف القبتوري عن الشريف نجم الدين في رحلةٌ ابن رشيد ٢/ ١٥٥ تحقيق الشيخ ابن الخوجة.
(٢) ترجمته ومصادرها في السفر الرابع (٢٢٩).
(٣) في الأصل: "مجد" وهو تحريف، ونجد من معالم غرناطة ومتنزهاتها.

<<  <  ج: ص:  >  >>