له -وهْو نَجْمُ الدِّين- وجهٌ مباركٌ ... كنَجْم الدَّياجي في سَنَاهُ وحُسنِهِ
وبشَّر موسى بالنبيِّ محمدٍ ... وها أنا يا موسى أُبشِّرُ بابنِهِ
تَرِدُ عُجالتي هذه أيها الأخ الحبيب، والماجدُ الحَسِيب؛ [من جهةِ الشّريفِ الأجَلّ] أبقَى اللهُ منه نجمًا سائرًا في فَلكِ المَجْد، وصُبحًا مُضيئًا على [الغَوْر والنَّجْد، وأوصافُه] لا أُعيرُها استعارتي، ولا أرضَى لها عبارتي؛ وما أقولُ في مَغْذُوٍّ [بدَرِّ النبوّة] مَقْروٍّ شَرفُه في الآيِ المقروّة؟! سُؤدَدٌ يزِلُّ النّجمُ عن مَرْقاه، وأدبٌ على [شكل حَسَبِه] تخيَّره وانتقاه، فعندَه منه شرَفُ المَقُول، وشَرَكُ العقول، ولله منه طلّاعٌ من ثنايا الكمال، ناظمٌ بين الجَنوبِ والشَّمال؛ مجلسُه
(١) هو أبو عمران موسى بن أبي عبد الله محمد الفازازي أخو السابق، لا نجد له ترجمة، وفي السفر السادس إشارة إلى خصومة بينه وبين القاضي أبي القاسم ابن بقي وإيراد لقطعة شعرية لأبي الوليد ابن عفير يؤنس بها القاضي المذكور من جريرة جرها عليه أبو عمران موسى بن أبي عبد الله الفازازي (الترجمة ٣١١)، وانتقل بعض هؤلاء الفازازيين إلى خدمة الحفصيين في تونس، ومنهم أبو عبد الله الفازازي وأبو زيد عيسى الفازازي، قال مؤلف الفارسية: "وكانت للفازازيين حظوة ورئاسة وعلم" (الفارسية: ١٥٠، ١٥١، وتاريخ الدولتين)