للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أحلى (١)، وغرَّب حتى نزَلَ [شاطئَ سَلا، وقد توَجَّه] الآنَ إلى تلك الحضرة (٢) لينتهيَ من أصابع العَدّ إلى العُقدة، [ويَحصُلَ من] مَخْضِ الحقيقةِ على الزُّبدة؛ وقد عَلِمَ أنّ ما كلُّ الخُطَب كخُطبةِ المِنبَر، [ولا جميعُ الأيام] من يوم الحجِّ الأكبر؛ وأدبُه يا سيّدي من نسبةِ أُفُقِه، بل على شكل [حسَبه وخُلُقِه]؛ فإذا رأيتَه شهِدتَ بأنّ الشّرقَ قد أتحفَنا برقّةِ بغداذِه، بل رَمانا بجُملة أفلَاذِه؛ والحظُّ فيما يجبُ من بِرِّه وتأنيسِه، إنّما هو في الحقيقةِ لجليسِه؛ فيا غِبطةَ من يسبِقُ لجِوارِه، ويَقبِسُ من أنوارِه، وأنت لا محالةَ تفهَمُه فَهْمي، وتَشِيمُ من شِيَمِه عارضًا بَرى القلوبَ الهِيم يَهْمي؛ وتَضربُ في الأخذِ من قلائدِه وفوائدِه بسَهْم ودِدتُ لو أنه سَهْمي، إن شاء

الله؛ وهو تعالى يُديمُ عزتَكم ويحفَظُ مودّتكم".

وشيّع أبو المُطرِّف نَجْمَ الدِّين حين سافَرَ في البحر بهذه القصيدة

[من مجزوء الكامل]:

يا نائيًاعنّي وهـ ... ـذا النَّأيُ لستُ أُطيقُهُ

النَّجمُ أنت إذا يغـ ... ـرّبُ عادةً تشريقُهُ

والفضلُ فارَقَنا وأنـ ... ـت رفيقُهُ وشقيقُهُ

والصّبرُ حين تغيبُ معـ .. ـنًى ليس لي تحقيقُهُ

والأُنسُ معنًى كاذبٌ ... لا ينبغي تصديقُهُ

أفما ترِقُّ لمن لهُ ... دمع عليك يُريقُهُ؟

وجوًى يَحارُ لِما جَنا ... هُ حَرُّه وحريقُه

يا سيِّدًا يَزهَى بهِ ... حِزبُ الهُدى وفريقُهُ


(١) في الأصل: "ابن جلا"، ولا معنى له. وابن أحلى كان رئيس بلد لورقة وهي منحازة إلى الشرق في الأندلس، فلعلها المقصودة.
(٢) في رسائل ابن عميرة: "إلى حضرة الإمامة".

<<  <  ج: ص:  >  >>