للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولائم لامَ في اكتحالي ... يومَ استحَلُّوا دمَ الحُسينِ

فقلتُ: دَعْني أحقُّ عضوٍ ... يَحظى بلُبْس السوادِ عَيْني

حُزنًا ليوم عَصِيبِ كرْبٍ ... أفاضَ للعَيْنِ كلَّ عينِ

أصيبَ خيرُ الأنام فيهِ ... بالطاهرِ ابن المُطهَّريْنَ

مصرَعُ سِبطِ الرسُولِ ما لي ... فيه على الصَّبرِ من يدَيْنِ

كَرَّ بلاءٌ بكَرْبَلاءٍ ... وهانَ ما لم يكنْ بهَيْنِ

أرضَوْا عِداهُ وأسخَطوهُ ... قُبِّح راضٍ بالخُطّتَيْنِ

ألم تَمِدْ يومَ ذاك أرضٌ ... وطَبَّق الرُّزءُ الخافقَيْنِ

ولم تَجْرِ الافلاكُ طُرًّا (١) ... أم كيف دارت بالنيِّرْينِ

فاليومَ ودِدتُ أنّي (٢) ... من قبلِه قد ورَدتُ حَيْني

حقًّا يزيدُ القرودِ أضحى ... يقرَعُ درَّ الثَّنيّتَيْنِ

وأنّ رأسَ الحُسَين وافَى ... يحمِلُهُ ضِدُّه الرُّدَيْني

لا حُزْنَ عندي كحُزنِ يومٍ ... أُودِعَهُ طَسْتَه اللُّجَيْني

فليتَني مِتُّ قبلَ ما قد ... أصَمَّ ناعيهِ المَسْمِعَيْنِ

وليتَني حاضرٌ فأحظَى ... في الدّمع عنهُ بالحُسْنيَيْنِ

يا آلَ حرب بُؤْتُمْ بحربٍ ... فقد أتَيْتُم بكلِّ شَيْنِ

عاديتُمُ المصطفى جَهارًا ... والصِّدقَ عارضتُمُ بمَيْنِ

حقدًا قديمًا أثَرْتموهُ ... في حَسَنٍ قبلُ والحُسَينِ

ويا شبابَ الجِنانِ صبرًا ... فقد أُصبتُمْ في السيِّدَيْنِ


(١) الصدر مكسور.
(٢) كذلك.

<<  <  ج: ص:  >  >>