للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ورابعتُها [من مخلع البسيط]:

فكان كُحلي لأجلِ حُزنٍ ... ما كان كُحلي لأجلِ زَيْنِ

وكيف لي زينةٌ وعَيْني ... أوْلى بحُزنٍ من كلِّ عَينِ؟!

لولا اكتحالي لقيل: تُذرِي ... عليه دمعًا بغير عَيْنِ

فكان كُحلي لصَبْغ دمعي ... أبلغَ صِبغ وشفْر عَيْنِ

فاعجَبْ لعينٍ تجري بدمعٍ ... من غيرِ عينٍ كجَرْيِ عينِ

وخامستُها [من مخلع البسيط]:

لو كان للجسم لونُ كُحلي ... لُبْسٌ لَما قلتُ: زِيُّ زَيْنِ

وقمتُ أنعَى الحُسَينَ فيهِ ... حتى يقولوا: غرابُ بَيْنِ

وربّما النارُ في فؤادي ... أبدَتْ دُخَانًا بالمُقلتَيْنِ

أو ربّما أنّ فيه سِرًا ... يُبديه شعرٌ شفيرُ عينِ

سوادُ قلبي أتَى يُعزِّي ... سوادَ عَيْنيَ في الحُسَينِ

وقولُ شيخِنا أبي الحَسَن الرُّعينيِّ بأخَرةِ على الشّرط في التذييلِ بخمسةِ أبيات [من مخلع البسيط]:

وما اكتحلتُ ابتغاءَ زَيْنِ ... ولا اعتناءً بالمُقلتَيْنِ

لكنْ سوادَ القلوبِ عمَّت ... حتى تبَدَّتْ في الناظِرَيْنِ

سوادُ قلبي سرَى لعَيْني ... لكي يسيلا في المَدْمَعَيْنِ

فليس كحلٌ ترَوْنَ كُحلاً ... وليس زَيْنٌ خِلتُمْ بزَيْنِ

وقد كان سُئل له تذييلًا عليها بأمرٍ رَشِيديٍّ لأوّل قدومِه على مَرّاكُشَ القَدْمةَ الثانية وطوَّله وأتْبَعَه بنَثْر، وهما [من مخلع البسيط]:

<<  <  ج: ص:  >  >>