وقولُ أبي عبد الله بن يوسُفَ المَصانعيِّ (١) في خمس قطعات، أُولاها
[من مخلع البسيط]:
وشاهدي حُبُّهُ بأنّي ... كحَلْتُ للحُزنِ لا لزَيْنِ
فأمرُ قتلِ الحُسَيْنِ صعبٌ ... عليَّ والله غيرُ هَيْنِ
وقد بكيْتُ الحُسينَ حتى ... قرَّحتُ جَفْنيَّ دونَ مَيْنِ
فكان كُحلي لسَتْرِ ما بي ... قد يَجلُبُ الزّينَ شرُّ شَيْنِ
فلا تُشنّعْ ولا تُبشِّعْ ... فلستُ مُستوجِبًا لذَيْنِ
وثانيتُها [من مخلع البسيط]:
حزِنتُ إذ لم أجدْ دفاعًا ... عنهُ بلفظٍ ولا يدَيْنِ
وأنّني حاضرٌ لدَيْهِ ... لم أُعْزَ في نَصْرِه لأيْنِ
بل قمتُ في نَصْرِه مقامًا ... يُبهَتُ بالسّيفِ والرُّدَيْني
تَشيُّعي للحُسَينِ يُدرَى ... فجلَّ ما بينَهُ وبَيْني
له على المسلمينَ حقٌّ ... يَلزَمُ كلًّا لزومَ دَيْنِ
وثالثتُها [من مخلع البسيط]:
مكتحِلٌ يومَهُ لزَيْنِ ... صاحبُ قلبٍ حليفُ رَيْنِ
وينبغي لي عليه حُزْنٌ ... بسائرِ العُمْرِ دون بَيْن
يختصُّ لُبْسَ السوادِ قومٌ ... وحيلَ ما بينَهُ وبيني
لو كان لي لُبْسُه مباحًا ... لكان زِيِّي لحينِ حَيْني
وكان في حقِّه لباسي ... لهُ ولو من سوادِ عَيْني
(١) لم نقف على ترجمته.