للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يحسَبُهُ حِليةً وزَيْنًا ... يا بُعدَ ما بينَهُ وبيني

فقلتُ: دَعْني أحقُّ عُضوٍ ... يَحظَى بلُبْس السّوادِ عَيْني

واستمعِ الأمرَ ثم حقِّق ... يَبِنْ لك الصّدقُ دون مَيْنِ

إنّ سَوادي معَ السُّوَيْدا ... فاضا معَ الدّمع سائلَيْنِ

واستوقَفا بعدُ في المَآقي ... وقْفةَ مُستَوْلِهٍ لبَيْنِ

كما خَلَعتُ الشّبابَ حُزنًا ... فهْو حِدادٌ في المقلتَيْنِ

وقولُ أبي الحَجّاج بن موسى بن لاهِيَةَ (١) [من مخلع البسيط]:

أقصِرْ فماذا السوادُ كُحلًا ... أبديتُهُ مُظهِرًا لزَيْنِ

سَوادُ عَيْني الذي تَراهُ ... يسِحُّ دمعًا من غيرِ عَيْنِ

مَحَاهُ طُولُ البُكا عليهِ ... فسال في الشّفرِ دون مَيْنِ

وانظُرْ لشَيْبٍ لم أحتسِبْهُ ... تُثبِتْ مُصابي بشاهدَيْنِ

هل هُوَ إلا بياضُ جَفْني ... جرى مَشِيبًا في العارضَيْن

وقولُ أبي الحَسَن ابن زَنُّون (٢) [من مخلع البسيط]:

ولو بوُدِّي ملأتُ كُحْلًا ... كلَّ بياضٍ في المُقلتَيْنِ

لو كان يُجدي سوَّدتُ شَيْبًا ... في الرأس منّي والعارضَيْنِ

أو كان يُغني جلّلتُ حِبرًا ... من فوقِ رأسي للأخمَصَيْنِ

حتى أرى كالحديدِ لونًا ... ما كان منّي لونَ اللُّجَيْنِ

فلا تلُمْني فذا مصابٌ ... ما فيه للصّبرِ من يدَيْنِ


(١) تقدمت ترجمته رقم (٢٣٣).
(٢) ترجمته في السفر الخامس (٦٣٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>