للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فلُبسُها للسّوادِ فَرْضٌ ... من أجلِها قيلَ: فَرْضُ عينِ

سوادُ قلبي يمُدُّ كُحلي ... يَجري اضطرارًا بمقلتَيْنِ

فكم أحالا ثيابَ جِسمي ... للحُزنِ كالقارِ مرتَيْنِ

فلا تلُمْ في بياضِ ثوبٍ ... يَسوَدُّ لو قُدَّ مِن لُجَيْنِ

وقولُ أبي عبد الرّحمن ابن زَغْبُوش (١) [من مخلع البسيط]:

أقصرْ فإنّ الذي تراهُ ... منَ اكتحالٍ بالمُقلتَيْنِ

دُخَانُ قلبٍ قدَ احرقَتْهُ ... نيرانُ حُزنٍ بغير مَيْنِ

فصَّعدتْه أنفاسُ وَجْدي ... فحَلَّ منّي بالناظرَيْنِ

وانظُرْ إلى ذا الرمادِ منهُ ... كيف تَبدَّى بالمَفرِقَيْنِ

فحبُّ آلِ النبيّ حَتْمٌ ... على البَرايا وفَرْضُ عينِ

وقولُ أبي الحَسَن بن محمد العُشْبيّ (٢) [من مخلع البسيط]:

ولائمٍ لامَ في اكتحالي ... يومَ استحَلُّوا دمَ الحُسَينِ


(١) لم نقف على ترجمته، وهو أبو عبد الرّحمن عبد الله بن القاسم بن عبد الله بن محمد بن حماد بن محمد بن زغبوش. وهو من أسرة الزغابشة المكناسيين الذين بادروا إلى تأييد دولة الموحدين أول ظهورها فقتل منهم جماعة على يد يدّر بن ولكوط والي مكناسة من قبل المرابطين، ونال من بقي منهم جاهًا كبيرًا عند الموحدين، وظلوا يتولون خدمتهم في الحاشية والقضاء بالأندلس وغيرِها إلى نهاية دولتهم، وقد انتقل بعضهم من مكناسة إلى الأندلس وانتقل آخرون إلى مراكش ولعل منهم من انتقل إلى مصر حيث نجد والي قوص في عهد الملك الكامل يدعى بابن زغبوش. قال ابن غازي: "وقد ذكر ابن عبد الملك في تكملته جماعة منهم" كما أن صاحب "الإتحاف" ترجم لأربعة من زغابشة العصر العلوي، ولا بد أن أبا عبد الرحمن المذكور مترجم في السفر السابع مع الغرباء. انظر الروض الهتون: ١٧، ٢٩، ٥٢ والسفر الأول، الترجمة ٥٣١، والسفر الخامس: ١٢٩٨.
(٢) تقدمت ترجمته رقم (١٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>