للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فكان حقًّا عليّ أنّي ... كَسوتُها ثوبَ حُزنِ حَيْنِ

وكي أرى الدّمعَ في سوادٍ ... يَصبُغُ خَدًّا مثلَ اللُّجَيْنِ

مع أنّ وَجْدي وحُزنَ قلبي ... زادا سَوادًا في المقلتَيْن

إذْ كلُّ ما في الضّمير يَبدو ... بالوجهِ والعَيْن دونَ مَيْنِ

وقولُ أبي عليّ بن أبي ثلاثة (١) [من مخلع البسيط]:

فهل رأيتَ السّوادَ حُسنًا ... إلا بفَوْدٍ وعارضَيْن

كم كسَفَ النَّيِّرَيْنِ حتى ... باتا به غيرَ نيِّرْينِ

فالكُحلُ مما يُظَن زينًا ... وربّما أنه لشَيْنِ

بل في حُسين وفي أخيهِ الـ ... ـمصلح ما بينَ الفئتَيْنِ

أكحَلُها هكذا وأبكي ... ما عشتُ دمعًا بغيرِ عَيْنِ

وقولُ شيخِنا أبي محمدٍ العراقيِّ (٢) [من مخلع البسيط]:

خُصَّتْ بإدراكِهِ فكانت ... أحقَّ بالحُزن يومَ بَيْنِ


(١) هو أبو علي عمر بن أبي ثلاثة. لم نقف على ترجمته ويفهم من المناسبة أنه كان على صلة ببلاط الرشيد الموحدي، ويبدو أنه انتقل بعد ذلك إلى تونس حيث قضى آخر أيامه، وفي رحلة ابن رشيد قصيدة أجاب بها أبا العباس ابن القصير الذي استدعى منه بعض شعره (رحلة ابن رشيد ٢/ ١٦٠ - ١٦١).
(٢) هو أبو محمد عبد الله بن عبد الرحمن العراقي الفاسي من شيوخ المؤلف، وقد ترجم له في السفر السابع المفقود، ويتردد ذكره خلال التراجم، ولي خطة الخزانة في عهد الرشيد وكان نقيب الطلبة بعد ذلك، وفي البيان المغرب أنه كان من خاصة السعيد والمرتضى وتوفي في عهد هذا الأخير، ودفن بدويرة بحومة المرج بمقربة من باب تاغزوت داخل مراكش بجانب جماعة من الأعلام منهم قاضي الجماعة ابن حجاج وابن راحل وغيرهما وهو الذي روى عنه معاصره المؤرخ ولد ابن القطان خبر لقاء ابن تومرت بالغزالي. انظر البيان المغرب: ٣٥٨، ٣٧١ والذيل والتكملة ٦/الترجمة ٤٠، والأجزاء الأخرى، ونظم الجمان ١٧ - ١٨، والحلل الموشية ٨٥ - ٨٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>