للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولا أحَقَّ قضاءً عندَ مُشتَبهِ ... ولا أتمَّ اهتداءً في تقلُّبِه

ولا أمَنَّ بعفوٍ في تغلُّبِه ... ولا أرَقَّ لمن يدعو لمذهبِه

"من الذي كان فينا يستضاءُ بهِ ... مبارَكَ الأمرِ ذا عدلٍ وإرشادِ"

يا خِيرةَ الخَلْقِ إنّ الصبرَ قد عُدِما ... إلا ذماءً وما يُجدي الغداةَ ذما

مصابُك الفَظُّ قد أبكى القلوبَ دما ... يا تَرْحةً أُسكِتَتْ فلم تحلَّ فما

"أمسى نساؤكَ عَطَّلنَ البيوتَ فما ... يضرِبْنَ فوقَ قفا سَتْرٍ بأوتادِ"

مُفجَّعاتٍ بخير الرسْلِ حين فُقِدْ ... مروَّعاتٍ وما غيرَ الفراقِ رُودْ

مسلِّماتٍ لأمرِ الله حين وَرَدْ ... مستمسِكاتٍ بصَبْر نافع وجَلَدْ

"مثلَ الرواهبِ يلبَسنَ المباذلَ قد ... أيقنَّ بالبؤسِ بعدَ النعمةِ البادي"

قد كنتُ أبعدَ مخلوقٍ عن الضّررِ ... حتى مُنيتُ بفَقْدي سيِّدَ البشرِ

بدَّلتُ من نومتي بالذلِّ والسهرِ ... وعَزَّ صبري فلاتَ حينَ مُصطبَرِ

"يا أفضلَ الخَلْقِ إنّي كنت في نهرِ ... أصبحتُ منه كمثل المفرَدِ الصادي"

مضى الرسولُ إلى الربّ الحفيِّ بهِ ... فجَلَّ مِن مُرتقَى عدلٍ بأرحبِهِ

يا حسرتي لكريم الخَيْم طيِّبِهِ ... ياربِّ لا تُضحِنا عن ظلِّ مذهبِهِ

"حتى نؤوبَ إلى حالٍ نُسَرُّ بهِ ... يومَ المعادِ فأنت المرشدُ الهادي"

أنت الكريمُ وقَصْدي بانَ مَعْلَمُهُ ... وبي من الشّوق أدهاهُ وأعظمُهُ

هذا لِما أنا أُخفيهِ وتَعلَمُهُ ... يا طُولَ شوقي لذاكَ القبرِ ألزَمُهُ

"مواقعُ اللَّثم منّي حينَ ألثُمُهُ ... مواقعُ الماءِ من ذي الغُلّة الصّادي"

<<  <  ج: ص:  >  >>