للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وله في غَرضٍ آخَر [الخفيف]:

بايَعُونا مودّةً هيَ عندي ... كالمُصَرّاةِ بَيْعُها بالخِداعِ

فسأقضي برَدِّها ثم أقضي ... معَها من نَدامتي ألفَ صاعِ

وله في معنًى فِقهيٍّ آخَر [الطويل]:

شرَطْتُ عليهمْ عندَ تسليم مُهجتي ... وعندَ انعقادِ البيع قُربًا يُواصَلُ

فلمّا أردتُ الأخْذَ بالشّرطِ أعرَضوا ... وقالوا: يصحُّ البيعُ والشّرطُ باطلُ

ومنه قولُه من أبيات [الكامل]:

ورفعتَ من أملي بأكرمِ شيمةٍ ... نزَلَتْ وأنت البدرُ منزلةَ السُّها

وتواضع أسلَفْتَه في سُؤدَدٍ ... ورُبًا رأيتَ العَقْدَ إلا ها وها

ومن هذه الأبيات [الكامل]:

عندي يدٌ لكَ بعدَ أُخرى قرَّرتْ ... من وُدِّك الذُّخْرَ المعَدَّ لِما دَهَا

والدّهرُعن حظِّي سها أفينبغي ... من ذي اليدينِ سكوتُه عمّن سَهَا

وله من هذا النَّحو كثيرٌ نظمًا ونَثْرًا، ومنه في النّثر قطعةٌ من رسالة هنَّأَ بها المستنصِرَ بالله أبا عبد الله ابنَ الأمير الأجَلِّ أبي زكريّا ابن الشّيخ أبي محمد ابن الشيخ أبي حَفْص بإجرائه ماءَ السِّقاية بجامع حضرةِ تونُسَ حرَسَها اللهُ وجميعَ بلاد الإسلام، وهي (١):

الحضرةُ العَلِيّة أبقى اللهُ الإسلام بها قريرَ الناظر، قريبَ الناصر، وقَرَنَ مساعيَها بيُمنِ الطائر، ونُجْح الموارِدِ والمصادر، ولا زالتْ مآثرُها سائرةً معَ المُنجِد والغائر، زارِيةً على الماضي والغابر، وآثارُها حجّةً للمفاخر، بما ترَكَ الأولُ للآخِر.


(١) أورد الشريف السبتي معظم فصول هذه الرسالة في رفع الحجب ١/ ٧٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>