للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تخَطَّت بلا كدٍّ إلى غيرِ طالبٍ ... وأخصَبَ مرعاها على غيرِ رائدِ

وقدعلِمَ الأقوامُ أنّك فيهمُ ... أجلُّ اللآلي بين أبهى القلائدِ

بفضلِك قُلنا والمقالُ مزيَّفٌ ... إذاكان لا يؤتَى عليه بشاهدِ:

أولئك جادوا والزمانُ مساعِدٌ ... وجُدتَ لَعَمْري وهو غيرُ مساعدِ

ومنه، وذكَرَ بعضَ بني النُّعمانِ الهنتاتيِّينَ (١)، وهُو من حَسَن التجنيسِ وتامِّه [الكامل]:

في الرَّوع أوجُههم كأقمارِ الدُّجَى ... وسيوفُهمْ كشقائقِ النُّعمانِ

والمُعلَواتُ وُلِدْنَ فيهمْ فهْيَ إن ... نُسِبَتْ يقالُ: شقائقُ النُّعمانِ

قال المصنِّفُ عَفَا اللهُ عنه: صَدْرُ هذا البيتِ الذي هو: "بفضلِكَ قُلنا" من أردإِ الصدورِ وأقبحِها نَظْمًا لتمَحُّضِه إذا أُنشِد وحدَه للهجاء ولا يَنصرفُ إلى ما قَصَدَ به من المدح إلا بإتباعِه عجُزَه فتأمَّلْه، واللهُ الموفَّق. وقد ألمَمْتُ بمعنى البيتِ الأخير من هذه الأبيات فقلتُ من قصيدةٍ طويلة أمدَحُ بها الفقيهَ الرئيسَ الأطولَ أبا عليٍّ عُمرَ ابن الفقيه الأجَلِّ العَلَم الشَّهير أبي العبّاس المليانيّ (٢) وصلَ اللهُ أسبابَ سعادتِه، وهي أولُ ما رفَعْتُ إليه [الكامل]:

يا من يَقيسُ به سِواه في النَّدى ... ألغَيْتَ في النظَرِ اعتبارَ الجامعِ

هذا يَجودُ وفي الموانع كثرةٌ ... وسِواه ضَنَّ معَ ارتفاع المانعِ

وسأذكُرُ إن شاء اللهُ سببَ هذه القصيدة في رَسْم أبي الحَجّاج (٣) ابن الجَنّان (٤).


(١) انظر في الهنتاتيين ممدوحي المترجم: العبر لابن خلدون ٦/ ٦٣٣ (ط. بيروت).
(٢) ترجمته في عنوان الدراية (١٠٩).
(٣) بعد هذا بياض في الأصل تركه المؤلف ولم يعد إليه.
(٤) أورد المؤلف هذه القصيدة وسببها في السفر الثامن من هذا الكتاب (الترجمة ٢٣٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>