للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هكذا قال ووقَفْتُ عليه بخطِّه، ولو قال: "أو بزُرقِ مياهِه وفيها" لكان أتمَّ في التجنيس، فتأمَّلْه.

ومنه، وكتَبَ به إلى شيخِنا أبي الحَسَن الرُّعَيْنيِّ رحمه الله [المنسرح]:

صاح بهم صائحُ الرِّحيلِ فما ... فيهمْ على البَيْن واحدٌ سَلِما

وجاسَ بالرَّوع عُقْرَ دارِهمُ ... من بعدِ ما كان سِربُهمْ حَرَما

فهمْ عبَاديدُ في البلادِ ولا ... شَمْلَ بكفِّ الخطوبِ مُنتظِما

قد أقسَمَ الدّهرُ أن يُفرّقَهمْ ... وجَنَّبَ الحِنْثَ ذلك القَسَما

ياسائلي عن بُكايَ بعدَهمُ ... بكَيْتُ دمعًا حتى بكيتُ دما

وفي الأدبِ وحِرفتِه [الكامل]:

أدب وحِرفتُه وها أنا منهُما ... مع مُبصِرٍ صَنِع وأعمى أخرقِ

ما فكّ قَيْدَ الخطِّ ذا إلا بَدَا ... لأخيه فيه فردةٌ للمُطبِقِ

ومن تضميناتِه العجيبة قولُه من قصيدةٍ يمدَحُ بها المستنصِرَ بالله [الكامل]:

ولقد أقَدْتَ من الزمانِ فكاذبٌ ... مِن قولهم: جُرحُ الزمانِ جُبَارُ

وأطَلْتَ أيامَ السّرورِ فلم يُصِبْ ... مَن قال: أيامُ السرورِ قِصَارُ

وكان يُستحسَنُ كثيرًا من كلامِه هذا البيتُ [الطويل]:

لك الفضلُ يحيى خالدًا بك ذكْرُهُ ... فلا ذكْرَ للفضل بن يحيى بن خالدِ

لترديدِ ألفاظ الذِّكْر ويحيى وخالدٍ في العَجُز السابقة في الصَّدْر، وهو من أبياتٍ خاطَبَ بها الأميرَ أبا العبّاس [الطويل]:

أسيِّدَنا الأعلى إذا المرءُ لم يجِدْ ... نَداكَ على حالٍ فليس بواجدِ

وإنْ هُو لم ينعَمْ بوجهِك ساعةً ... من الدّهرِ لم تَظفَرْ يداهُ بفائدِ

لك الفضلُ يحيى خالدًا بك ذكْرُه ... فلا ذكْرَ للفضلِ بن يحيى بن خالدِ

<<  <  ج: ص:  >  >>