للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وْيلَك! حطَطْتَ لِثامَ الحياء، وهبَبْتَ هبوبَ النَّكْباء، فكشَفْتَ غطاءَ مساويك، وأخمَدتَ نارَ دَعاوِيك.

وقال فيها: أن تُبرِزَ أشعارَ أبيك، فتصحَّ أو تَسقُمَ دَعاوِيك.

وللكاتب أبي محمدٍ عبد البَرِّ بنْ فُرسان (١) من رسالةِ خاطَب بها الخليفةَ العبّاسيَّ عن أبي زكريّا يحيى بن غانِيَة المسوفي: وهذه النُّبَذُ المأثورة من مساويهم، واللُّمعُ المذكورةُ من دَعاوِيهم، ما استأثَرَ بها الخواصُّ دون العوامّ، ولا جَهِلَتْها فرقةُ اليهود والنَّصارى إذْ علِمَتْها أهلُ مِلّة الإِسلام.

وقال الإمامُ أبو الفَرَج ابنُ الجَوْزيِّ رضي اللهُ عنه في الفصل الأوّل من القسم الأوّل من المَواعظِ من الباب الخامس من كتابِ "المُدهِش" (٢) في قصّة آدمَ وفي ذكَرَ الملائكةَ منها: فأبوْا للجُرأة إلا جرَّ جريرِ الدّعاوِي، وحدَّثوا أنفُسَهم بالتُّقى بالتَّقاوِي. فالتَّقاوِي جاءت على ما جاء عليه نظائرُها، وقد أتى بها فقرةً للدّعاوِي.

وقال الإمامُ عمادُ الدِّين أبو عبد الله محمدُ بن محمد بن حامِد بن محمد بن عبد الله بن عليّ بن محمود بن هِبةِ الله ابن أُله الأصبَهانيُّ في ذكْرِ القاضي كمال الدِّين الشَّهْرَزُورِيِّ من حوادثِ شهر رمضانِ سبع وستينَ، حاكياً بعضَ أفعال نُور الدِّين ما نصُّه: وقال للحاكم: انظُر أنت في العوادي وما يَجري فيها من الدّعاوِي، وميِّزْ بين المحاسنِ والمساوِي، والمُوالي والمُناوِي. فقد استعمَلَها كما ترى فقرةً للمَساوِي والمُناوِي الجارَييْنِ على قانونِهما.

وقال أبو القاسم عبدُ الكريم بن عِمْران (٣) [البسيط]:

دع الدَّعاوِيَ إنَّ الحِبْرَ يفضحُها ... وهاكَ ما شِئْتَ عندي من براهينِ


(١) ترجمته في تحفة القادم (١١٥)، والمغرب ٢/ ١٤٢، ورايات المبرزين (٦٢).
(٢) المدهش (٧٢) (ط. بغداد).
(٣) ترجمته في التكملة (٢٥٦٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>