للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد كان له أن يقولَ: دعِ الدَّعاوَى فإنّ الحِبْرَ يفضحُها، ولكنّه غابَ عنه حُكمُ هذا الجَمْع.

وقال الأستاذُ أبو العلاء إدريسُ بن محمد القُرطُبيُّ (١) في فَصْل من رسالتِه التي ترجَمَتُها: "رسالةُ تفضيل العَرَب وتمييزِ النَّبع من الغَرَب"، وهي المسَمّاة. صَمْصامَ التأهُّب للانتصاف، ومَصامَّ شُهُبِ الأوصاف، الكافيةَ في تعفيرِ خدِّ الباغي، الكافلة بتغيير جَدِّ اللّاغي، مما انتَهضَ بإحكامِها، وإبرام أحكامِها: إدريسُ بن محمد بن محمد بن موسى الأنصاريُّ من أهل قُرطُبةَ وفّقه اللهُ وحرَسَها، فجاءت فائدةَ انتجاع الطالب المُقيم والمرتحِل، وفائدةَ أشياع ابن سيدةَ الناحِل وابن غَرسيّةَ المنتحِل، صادقةَ الجَدِّ في أنّ حبَّ النبيِّ العَرَبيّ من آكدِ مفترَض، مُرهَفةً عن كدِّ التعرُّض لعَرَض، مُنَزَّهةً عن نقد التأرُّض لغَرَض، موجَّهةَ القصدِ لوَجْه خالقِ الجوهَر والعَرَض، سبحانَه لا إلهَ إلا هو (٢)، يرُدُّ بها على أبي عامِرٍ [أحمدَ] (٣) ابن غَرسِيّةَ في رسالتِه الشُّعوبية: يا جَدْعاوِي، بالدَّعاوِي، فإذا الدّعاوِي والشَّكاوِي والجَداوِي في جَمْع: دَعوى وشَكْوى وجَدْوى من وادٍ واحدٍ ضَلَّ فيه هؤلاءِ الجِلّةُ طريقَ القياس في جَمْع هذه الكَلِم، وإنّما تُجمَعُ على فَعالَى قياسًا.

قال الإمامُ أبو بِشْر سيبوَيْه: وأمَّا ما كان على أربعةِ أحرُف، وكان آخِرُه ألفَ التأنيث، فإنْ أردتَ أن تكسِرَه فإنكَ لا تحذِفُ الزّيادةَ التي هي للتأنيث


(١) ترجمته في التكملة (٥٢٢).
(٢) بعد هذا في م: "تنقل هذه الترجمة إلى رسم أبي العلاء إن شاء الله" ثم ضرب عليها الناسخ بأن كتب في أولها "لا" وفي آخرها "إلى" وفي الحاشية ورد ما نصه: "بل كان هذا في الحاشية". قلنا: وترجمة أبي العلاء إدريس هذا تقع في السفر الثاني، وهو من أسفار الكتاب المفقودة.
(٣) مكان الاسم بياض في النسختين، وهو مستفاد من المغرب لابن سعيد ٢/ ٤٠٦. وهذه الرسالة في الرد على ابن غرسية هي من الرسائل التي لم يشر إليها الأستاذ عبد السلام هارون في مقدمة رسالة ابن غرسية والردود عليها، ومثلها في ذلك رسالة أبي الحسن علي بن أبي قوة (السفر الخامس من هذا الكتاب، الترجمة ٣١٣) ورسالة أبي المتوكل الهيثم السكوني الإشبيلي (برنامج الرعيني: ١٩٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>