للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثلاثةٌ كما تقَدَّم، والتاءُ ثالثة، ولو أعلَمَك أنه في الأولِ والثالث لا غيرُ لَعلِمتَ أنه الجيم؛ لأنَّ مجموعَ أُسَّي الأول والثالثِ خمسةٌ كما سَلَف، والجيمُ خامسة، ولو أعلمك أنه في الأول واَلثاني والرابع لا غيرُ لَعلِمتَ أنه الراءُ؛ لأنَّ مجموعَ أُسوسِها عشَرة، والراءُ عاشرة، وهكذا إلى أن يُعلِمَك أنه في الأبياتِ كلِّها فتعْلَمَ أنه الياءُ؛ لأنَّ مجموعَ أُسوس الأبياتِ كلِّها ثمانية وعشرون؛ لأنَّ الواحدَ إلى اثنينِ ثلاثة، والثلاثةَ إلى الأربعة سبعة، والسبعةَ إلى مِثلِها أربعةَ عشَرَ، والأربعةَ عشَرَ إلى مِثلِها ثمانيةٌ وعشرون، والياءُ ثامنةٌ وعشرون، إذْ هي آخِرُ الحروف فاعلَمْ ذلك. وتقريبُ ذلك أنْ تَرسُمَ لكلِّ بيتٍ اسمه إمّا تحتَه أو عليه وإمّا محُاذيًا له من أحَدِ طرفَيْه وتضَعَ جدولَيْن متَحاذيَيْنِ أحَدُهما فوقَ الآخَر وتقسِمَهما بثمانيةٍ وعشرينَ قسمًا، وتَرسُمَ في أحدِهما الحروفَ على نَسَقِها من الألفِ إلى الياء، وتَرسُمَ من الآخَر الأعدادَ متَواليةً من الواحدِ إلى الثمانيةِ والعشرين، فإذا أُضمِرَ لك حرفٌ وأُعلِمتَ بموقعِه واحدًا فصاعدًا حفِظَت أُسَّه ونظَرتَ إلى ما يُحاذيه من الحروف، فهو المُضمَر، فاعلَمْ ذلك.

وهذه صورةُ الجدولَيْنِ لك عمَلُهما عَرضًا هكذا ولكَ عَمَلُهما طُولًا بحسَب ما تختارُ أو يسَعُهُ موضعُ عَملِهما:

الجدول غير ظاهر في الأصل.

وبهذين الطريقين أو بما شئتَ منهما تَستخرجُ حروفَ الكلمة واحدًا بعدَ واحد إذا أُضمِرَ لك اسمٌ أو فعلٌ أو حرف، فاعلَمْ ذلك واللهُ الموفق (١).


(١) من أقدم من تكلم في استخراج المضمر أو المعمى كما يسمى أيضًا حمزة الأصفهاني فقد شرحه شرحًا وافياً في كتابه التنبيه وأبو هلال العسكري في ديوان المعاني ٢/ ٢١١ وانظر أيضًا الكشكول ٢/ ٨٠ وألف في هذا الباب محمد بن إبراهيم الحنبلي الحلبي المتوفى سنة ٩٧١ هـ "الكنز المظهر في استخراج المضمر"، و"كنز من حاجى وعمى في الأحاجي والمعمى". كشف الظنون ٢/ ١٥٢٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>