للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويلي الزايَ عند أهل الأندَلُس والمغرب: ط ظ ك ل م ن ص ض ع غ ف ق س ش هـ وي، وُيدرِجونَ بين الواوِ والياء لامَ ألِف ولا عبرةَ به في نَظْم هذه الأبيات.

الثانية: معرفةُ أُسوسِها التي اعتُبِرت في أبياتِها، فاعلَمْ أنّ لكلِّ بيتٍ أُسًّا يخُصه، فأسُّ الأوّل واحد، وأسُّ الثاني اثنان، وأسُّ الثالث أربعة، وأسُّ الرابع سبعة، وأسُّ الخامس أربعةَ عشَر، وفي هذه الأُسوس مفردَةً أو مجموعًا بعضُها إلى بعض توجَدُ الأعدادُ على تواليها من الواحد إلى الثمانيةِ والعشرينَ عدَدَ حروفِ المعجَم، فمقاديرُ الأُسوس بيِّنةٌ، وما عداها من الأعداد الثلاثةِ والخمسةِ والسِّتة والثمانيةِ وما بعدَها إلى الثلاثةَ عشَرَ والخمسةَ عشَرَ وما بعدَها إلى الثمانيةِ والعشرينَ قائمٌ من مجموع تلك الأُسوس كلِّها أو من مجموع بعضِها إلى بعض، فالثلاثةُ من أُسَّي الأوّل والثاني، والخمسةُ من أُسَّيِ الأوّل والثالث، والستّةُ من أُسَّيِ الثاني والثالثَ، والثمانيةُ من أُسَّيِ الأوّل والرابع، والتِّسعةُ من أُسَّي الثاني والرابع، والعشَرةُ من أُسوس الأوّل والثاني والرابع، وهكذا إلى جَمْع الأُسوس كلِّها، فتقومُ منه الثمانيةُ والعشرون، مثالُ ذلك: أنه إذا أُضمِرَ لك حرفٌ أمَرْتَ مُضمِرَه بالتماسِه في الأبيات بيتًا بيتًا، فإذا أعلَمَك بموقعِه في الأبيات واحدًا أو زائدًا حفِظتَ أُسَّ ذلك وعدَدتَ به الحروفَ من أوّلها، فحيث فَنِيَ لك محفوظُك من الأُسِّ فهو الحرفُ المُضمَر، مثالُ ذلك: أنه لو أضمَرَ لك حرفًا وذكَرَ أنه لم يجده إلا في البيتِ الأول لَعلِمتَ أنه الألفُ؛ لأنَّ أُسَّ البيتِ الأوّل واحد كما تقَدَّم، والألفُ أوّلُ الحروف، وكذلك لو أعلَمَك أنه لم يجده إلا في الثاني لَعلِمتَ أنه الباءُ؛ لأنَّ أُسَّ البيتِ الثاني اثنان والباءُ ثانيةٌ في الحروف، ولو أعلَمَك أنه لم يجده إلا في الثالث لَعلِمتَ أنه الثاءُ؛ لأنَّ أُسَّ البيتِ الثالث أربعةٌ والثاءُ رابعةٌ، ولو أعلَمَك أنه لم يجده إلا في الرابع لَعلِمتَ أنه الخاءُ؛ لأنَّ أُسَّ البيتِ الرابع سبعةٌ والخاءُ سابعة، ولو أعلَمَك أنه لم يجدْه إلّا في الخامس لعَلِمتَ أنه الكافُ؛ لأنَّ أُسَّ البيتِ الخامس أربعةَ عشَرَ والكافُ رابعَ عشْرةَ، وكذلك لو أعلَمَك أنه في الأوّلِ والثاني لا غيرُ، لَعلِمتَ أنه التاءُ؛ لأنَّ مجموعَ أُسَّيِ البيتِ الأول والثاني

<<  <  ج: ص:  >  >>